استحدثت الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، نظام «تقييم أداء المؤسسات الرياضية»، وهو عبارة عن منظومة متكاملة ترتكز على ثلاثة محاور، والهدف الرئيس لهذا النظام، هو تطوير منظومة العمل الرياضي، ومتابعة أداء المؤسسات الرياضية، والعمل على تحديد مجالات وفرص التحسين، لتطوير الأداء ورفع كفاءة وفاعلية الممارسات في تلك الجهات لتحقيق الإنجازات الرياضية العالمية. إلى هنا وأكتفي، ولن أخوض في المزيد مما جاء في مشروع النظام، ولا أريد أن أحبطكم ولا أن أفسد عليكم سائر يومكم، ولكن تكفي آخر جملة وردت في الفقرة السابقة حتى نعرف ونكتشف أن كل هذا النظام والمؤتمر الذي صاحبه والمداولات التي جرت في أثنائه ليست سوى أضغاث أحلام، وهو لا يختلف عما سبقه من مشاريع وأنظمة واستراتيجيات صاحبتها تصريحات رنانة، وعبارات تهديد ووعيد، وتلويح بأكثر أشكال المحاسبة والتقييم صرامة وفاعلية، ومع ذلك لم نرَ شيئاً، لم يحاسب أحد، ولم يقيم أحد، ولا حتى عتب أو زعل أو ملامة، إذن فلتبشر مؤسساتنا الرياضية بطول السلامة. مشكلتنا مع الهيئة أن تجاربنا معها على طول السنوات السابقة كانت سيئة، نسمع الكثير من الجعجعة، فلا نرى طحناً، ونسمع عن الاستراتيجيات التي كلما انتهت واحدة تم تدشين الجديدة، يهللون لها ويحتفون بها، والمشكلة أنهم لا يكلفون أنفسهم عناء تبيان النتائج التي أسفرت عنها الخطة الاستراتيجية القديمة، ويتجاوزون عنها، مع أن النتائج واضحة على أرض الميدان، الرياضة تعاني، والاتحادات تشتكي، والرياضيون يصرخون، فلا مجيب لهم، ولا يجدون آذاناً صاغية، كل ما تقوم به الهيئة هو الإعلان عن نظام تقييم واستراتيجية. ما فائدة كل تلك الأوراق، والوقت الذي تم استغراقه في إعدادها، إذا كنا نعلم علم اليقين أنها لن تفضي إلى شيء وأن مسببات الفشل قائمة، فالميزانيات لن تتحرك قيد أنملة، ومشكلة التفريغ لن تراوح مكانها، والحديث عن ضرورة إشراك أبناء المواطنات سيظل مطروحاً للنقاش في كل اجتماع، والانتخابات التي نكتشف في كل دورة أنها لا تفرز أفضل العناصر، والتسويق سيظل غائباً عن معظم مؤسساتنا الرياضية، ومع ذلك نستحدث نظام تقييم ونعلن أن الهدف هو «تحقيق إنجازات رياضية عالمية»، لننتظر ونتابع، ربما هذا المشروع مختلف، وفي يوم واحد تم إطلاق نظام «ريادة» والاستراتيجية الجديدة، ولعمري هذا كثير، لذا نقول لا عدمنا من «التنظير»، كل عام ورياضتنا «محلك سر»، وكل استراتيجية وأنتم بخير.