يعد يوم أمس يوماً مشهوداً في تاريخ الإمارات، وقائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يعلن تكريس عام الخير بجميع مبادراته ومشاريعه لشهداء الإمارات، بينما مجلس الوزراء خلال اجتماعه برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يحتفي بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لعام الخير وتحديد مساراتها الوطنية. لقد كان انعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم أمس في واحة الكرامة، تعبيراً عن فخر واعتزاز الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، بشهداء الوطن وتضحياتهم الجليلة، وفي الوقت ذاته تسخير وتكريس العمل الخيري لذكراهم العطرة، وهم الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية فداء لرسالة الخير والنبل الإماراتية لمساعدة أشقاء وإخوة لهم في الإنسانية. كما يعد رسالة لأجيال الحاضر والمستقبل للالتزام بنهج الخير والعمل الإنساني الذي وضع الإمارات في صدارة العطاء الخيري على المستوى العالمي. نهج يعد امتداداً لإرث متواصل لنهر العطاء المتدفق من إمارات الخير والعطاء على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لينهل منه الجميع، ويصل بجود الإمارات إلى شتى بقاع الأرض في مشارق ومغارب الكرة الأرضية من دون تمييز أو تفريق بسبب اللون أو العرق أو المعتقد. إعلان الاستراتيجية الوطنية لعام الخير، تحمل بين طياتها آليات محددة لاستدامة الخير، بما يحمل البصمات الإماراتية الحريصة دوماً على تحقيق الاستدامة في المجتمعات والبيئات المستهدفة، لأنه الفعل الذي يعزز الاستمرارية للعمل ومواصلة العطاء، ولعل أكثر ما يميز هذه الاستراتيجية المسارات الستة التي تنطلق منها وتركز عليها، وهي تضمن انخراط فئات المجتمع كافة، وتسخير طاقاتها لتحقيق الأهداف المرجوة والمحددة، كل في القطاع المختص به، والتي تابعناها من خلال مداخلات الوزراء المعنيين بكل مسار على حدة، وتلتقي كلها وتصب في هدف واحد محدد عمل الخير والعطاء لإسعاد الإنسان أينما كان. ومع الاستراتيجية الوطنية لعام الخير نحن على موعد مع أكثر من ألف مبادرة شاركت في إعدادها 100 جهة حكومية وخاصة، ومع مبادرات مليونية تبرز الجهد الإنساني الساطع لإمارات المحبة والعطاء والتسامح، حفظها الله منارة للعمل الخيري والإنساني.