يبدو أن الحال يتغير.. تلك طبائع الأمور.. ليس ضرورياً أن يحدث التغيير بإرادتنا، لكن من المهم أن نكون فيه حين يحدث.. من المهم أن نساند أي فكرة تخطو بنا للأمام.. من المهم أن نشارك في فتح النوافذ ودعم المواهب، التي ليس شرطاً أن تكون لاعباً ناشئاً.. ربما حتى المشجع الناشئ يحتاج إلى دعم هو الآخر.. أفكار المدرجات ليست ترفاً وليست شيئاً ثانوياً؛ لأن الجمهور هو عصب اللعبة وأحلى ما فيها، بل هو كل ما فيها. منذ أيام.. تلقيت رسالة استوقفتني، حملت توقيع «حميد» من «ألتراس الوصل» حسب توقيعه، وبصرف النظر عن كلمة «ألتراس» ودلالاتها، والتي لا أعتقد أنها لدينا كما هي في العالم حولنا، إلا أن الكثير مما قاله حميد يستحق وقفة، ويستحق الدعم، خاصة أنه يتوجه للمنتخب، وطالما أن «الأبيض» هو المعني، فكل الأفكار مباحة، لأن عمادها الحب، ولا شيء غيره، وهو حب منزه عن هوى التعصب لهذا النادي أو ذاك.. هو حب فريد.. للعلم والنشيد. حميد، يرى- ومعه الكثير من الحق - أن المدرجات في مباريات منتخب الإمارات، يجب أن تشهد تغييراً إيجابياً، يجعلها حالة، مستدلاً بفكرة واحدة طبقوها، في مباراة الأبيض وأستراليا، أثمرت «تيفو حلم وطن»، وللحق، فقد كان التيفو، من أبرز مشاهد المباراة وأبقاها. حميد، الذي يصف نفسه ومن معه، بأبناء المدرج، يرى أن زمن الروابط المحدودة والمتعصبة، قد انتهى أو لا بد أن ينتهي، وأن التطوير ضرورة، متطلعاً إلى اتحاد الكرة، في ضرورة تبني عدد من الشباب الذين لديهم القدرة على قيادة أقرانهم، لخلق حالة مختلفة في المدرجات، واستدل حميد بالثقافة الجديدة للتشجيع التي بدأت تغزو ملاعب العالم، وامتدت حولنا في ربوع آسيا، وكيف أن كثيراً من المنتخبات التي واجهناها، كانت أفضل منا تنظيماً وترتيباً في المدرجات، بما فيها جمهور تايلاند في مباراته التي لعبها معنا على أرضنا، وكان جمهور الضيوف أفضل عشرات المرات من جمهور أبناء البلد. أيضاً يستدل بمباراة اليابان، التي سنلعبها يوم 23 مارس الحالي، فقد نفدت التذاكر المخصصة للجمهور الياباني، بعد طرحها بساعتين، ويعزو ذلك إلى تلك الحالة الجماهيرية المفقودة لدينا، والتي تساهم في ربط الجماهير بمنتخبها، للدرجة التي قد تغنينا بمرور الوقت، عن حملات استجداء الجماهير، ودفعها دفعاً إلى الذهاب للملعب. كل ما يحتاج إليه حميد، ومن معه من محبي الأبيض، أن يستمع إليهم اتحاد الكرة، وأن يتعاون معهم، وأن يمنحهم الثقة، ليحبوا المنتخب على طريقتهم، ولا أرى ما يمنع ذلك على الإطلاق، ولديّ إحساس عميق بأن ما يقوله حميد .. هو أول وكل الطريق. كلمة أخيرة: أجمل الأفكار .. تلك التي يصنعها الحب