لولا الجمهور، ما كانت الكرة ولا حتى ما نكتب.. لا قيمة للعب بلا مشاهدين ولا كتابة بلا قراء، ورغم ما يعانيه دورينا من غياب جماهيري في معظم الأحيان، إلا أن بعض الجماهير تظل حالة خاصة وفريدة، ولولاها ربما ما كان للكرة طعم ولا لون ولا رائحة.
جمهور الوصل من بين هذه الجماهير الفريدة والعاشقة لناديها، ويمثل حالة استثنائية مبهجة في دوري المحترفين، وبصدق هو ليس جمهور «الامبراطور» فقط، ولكنه جمهور الإمارات كلها.. نفرح ونسعد به، ونفاخر دوماً بصورته المشرقة التي يرسمها في المدرجات.
منذ فترة، عبرت سحابة صيف، أجواء العلاقة بين إدارة الوصل وجمهورها، دفع ثمنها الفريق بعض الوقت، قبل أن تعود الجماهير بعشق جارف، لتؤازر فريقها أمام الاتحاد السعودي، وتحمله على كتفيها إلى دور الـ 16 من كأس زايد لدوري أبطال العرب، ليكون الممثل الوحيد للإمارات في بطولة تحمل الاسم الأغلى في قلب كل عربي وكل إماراتي.
نعم جمهور الوصل هو من صعد بالفريق، فالحب وحده قد يكفي وزيادة لتحقيق المطلوب، والحب الذي يحمله عشاق «الأصفر» له مفعول السحر، وكثير من الفرق تتمنى لو كان لديها نصف هذا الجمهور الذي يحرك الصخر.
ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن جمهور الوصل، ولن تكون الأخيرة، فهو جمهور تحبه في كل أحواله، وحتى حين تعتب عليه، فذلك لأنك تريده، ولأن ما يصنعه في الدوري، قد لا يصنعه غيره.
الجمهور في أي مكان في الدنيا، ما تحركه هي العاطفة ولا شيء سواها.. لا يريد شيئاً سوى أن يفرح.. أن يعود من رحلة الأمنيات بابتسامة.. ليست لديه حسابات المدربين ولا اللاعبين التي تدخل المادة في نسيجها، ولا حتى حسابات الإدارات، التي تسعى للفوز - ربما- من أجل أن تستمر.. كل ما يعني الجمهور هو هذا المعنى الساكن في القلوب، كما الصباح، وكما الشمس.. ما يعنيه أن يبقى الحب.. هو يغار مثل الأحبة، وحين يغضب يفعل مثلهم.
على إدارة الوصل أن تدرك - ومؤكد أنها تدرك- أن جمهورها أغلى ما لديها.. أغلى من اللاعبين ومن المدربين، وأن تبقي كل الجسور معه قابلة للعبور.. ستمر على النادي أسماء كثيرة، وسيبقى الجمهور حالة لا تتغير، سيبقى أروع ما في قلعة «الامبراطور»، ولعل المشهد الأخير في مدرجات زعبيل التي ازدانت بقرابة ستة آلاف مشجع في مباراة الوصل مع الاتحاد السعودي، يؤكد أن أروع ما فينا وما يستطيع أن يغيرنا من حال إلى حال هو شيء لا يمكن أن يُشترى بالمال.

كلمة أخيرة:
اللاعب الوحيد القادر على التسجيل في أحلك الظروف وصناعة ما يشبه المعجزات.. هو الجمهور