- شركات التأمين جنّت أسعارها، فجنت أرباحاً مضاعفة من المتعاملين من دون أن تقدم أي ميزة إضافية لهم، ولا حسّنت من أدائها، ولا طورت من خدماتها، فهي تعامل الزبون الذي بدون حوادث، مثلما تعامل مؤمّناً جديداً أو من أصحاب السوابق المرورية، مع الحط من سعر المركبة، وبخسها سعرها، ولو كانت جديدة، وترفّعها عن تأمين بعض السيارات الرياضية الأخرى، والسؤال الذي يمكن أن يطرح، هل من حق أي شركة أن تضاعف من سعرها على حساب المستهلك، من دون أي مقابل أو حق له؟ وما هي المبررات المنطقية التي تبيح لها ذلك الفعل الاستغلالي؟ - ما زلنا مخفقين في الترويج السياحي لمعظم مدننا التي تستحق الكثير، ويمكن أن تجلب الكثير من السمعة والصورة الجميلة والمردود المادي الذي لا يستهان به، وهنا لابد وأن تتضافر جهود مؤسسات عامة، وشركات خاصة، وفق ضوابط ومعايير ملزمة، بالاستعانة بالخبرات الأجنبية التي لها باع طويل في هذه التجربة السياحية والترويجية، ولا نكتفي باجتهادات موظف ما زال في ريعان تجربته الوظيفية، ولا على قصيري النظر في أهمية هذا القطاع والشريان المالي المهم، خاصة ونحن اليوم نبني الكثير، ونقدّم أفضل ما في البنى التحتية والخدماتية، ونتبنى المشاريع الحضارية والثقافية والفنية والعمرانية والرياضية والصحية، ولدينا شركات نقل وطنية، ومطارات وموانئ عالمية، إضافة إلى الإرث التاريخي الذي نملك، السياحة في العالم اليوم توازي الدخل النفطي لكثير من البلدان، ونحن نملك النفط، ولا نريد أن نفرّط في السياحة، وأني لأعجب كيف تستطيع مدينة أوروبية وحدها، كمدينة وبلدية، كيف تسوق نفسها وتروّج لمكتسباتها أكثر من بعض الدول؟ إنها الإرادة والوعي والفهم، ووفرة المتخصصين المبدعين! - أثناء بحثي المضني في بحور اللغة ودلالاتها، وكم هي وثيقة الصِّلة بلهجتنا المحلية، وجدت ضمن ما وجدت أن أصل كلمة «فرني» التي نطلقها على حلوى «الكسترد أو الكستر» كما نلفظها، له أصل في العربية الفصحى، من «الفُرني»، وهو الخبز المستدير والغليظ، يروى بالسمن واللبن والسكر، وهو نوع من الحلوى، وربما مردها من الفُرن، وهو غير التنور، يقول الشاعر أبو خراش الهُذَلِي مادحاً دُبيّة السُلَميّ: نقاتل جوعهم بمكـــــــــــــــــــــــــــلات من الفرني يرعبها الجميل فنعم معّرس الأضياف تذحي رحالهم شآمية بليـــــــــــــــــــــــــــــــل وعندنا قديماً كان الناس يشبّهون الشيء الغريب بالشيء القريب، إذا لم يكن وارداً في لهجتهم، ولا تسمية صريحة له، فسموا الفستق أو شبّهوه بـ «ضروس الخيل»، وفستق العبيد، بـ«زق السبال»، لأنه يشبه سلح القرد، والزبيب بـ«سحيح السوق»، حيث لا أحد يشتري تمراً من السوق، إلا الغرباء، ولا أحد يبيع التمر في هجر، والبزر بـ«حب الفساد»، لأنه مفسدة للأولاد، ولا هو من شيم، وصلابة الرجولة!