وسط كومة المشاكل والفوضى في رياضتنا، وفي خضم المعاناة، تبرز لنا بعض القصص العجيبة، والتي تلفت الانتباه، ومن ظواهر هذا الموسم الحلوة والمثمرة، لا يمكن أن نمضي، ولا نتوقف عند حكاية الظفرة، ففي السابق كنا نظن أن فرسان الغربية، ليسوا سوى السنغالي ديوب، ومعه السوري خريبين، فهما اللذان يشكلان القوة المؤثرة في صفوف الفريق، وهما الهاجس الأول لأي منافس، وكنا من فرط جهلنا نعتقد أنه باستثناء ديوب وخريبين لا يوجد أحد، وبقية اللاعبين ليسوا سوى كومبارس أو تتمة عدد. لم نكن نفكر كثيراً أن هناك إدارة تعمل من أجل الفريق، ولا مدرب اجتهد كثيراً حتى يحقق الأهداف المرسومة، وعندما استغنت إدارة الظفرة عن هذا الثنائي الخطير، في خطوة مفاجئة، ولم تكن متوقعة، من واقع معرفتنا وخبرتنا بإدارات أنديتنا، توقعنا الأسوأ، وكنا نعتقد أنها بداية النهاية، فذهب ماكيتي ديوب إلى الأهلي بعقد سمين وملايين دخلت خزينة الظفرة، كما انتقل عمر خريبين بإعارة مربحة إلى الهلال السعودي. فكانت المفاجأة التي ألجمتنا، والنتائج التي أجبرتنا على أن نتقدم باعتذار صريح إلى العديد من العناصر التي ظلمناها وبخسناها حقها، وكنا لا نراها تقصيراً منا، واليوم فالعمل الذي تبذله إدارة الظفرة بات غاية في الوضوح، وكفاءة المدرب السوري محمد قويض ظهرت على أرض الميدان، وبحكم النتائج والأرقام، وهي أحياناً تكون أكثر إنصافاً من بعض البشر، فهي لا تظلم أحداً ولا تتجمل ولا تكذب. أثبتت النتائج التي حققها الظفرة، بعد رحيل الثنائي الهجومي الخطير أن العمل أكبر من الأسماء، وأن لكل مجتهد نصيب، وأن هناك الكثير من العناصر التي عملت واجتهدت وتستحق الثناء، وترتيب الفريق اليوم في المركز السادس برصيد 29 نقطة، هو إثبات حقيقي أن فرسان الغربية ليسوا ديوب فقط ولا خريبين، ولكنه جهاز فني وإدارة وبقية اللاعبين، ومعهم العديد من الجنود المجهولين. لعل إدارة الظفرة هي الرابح الأكبر بين كل إدارات أنديتنا هذا الموسم، فقد أعلنت أهدافها، ووضعت مخططاتها، لم تتسوق من متاجر الأحلام، ولم تجر خلف الأوهام، بل استفادت مادياً من بيع أهم لاعبين في الفريق، في خطوة كنا نعتقد أنها غير مدروسة ومغامرة غريبة وغير محسوبة، وعندما لم تتأثر نتائج الفريق، ولم يتراجع فنياً زالت الغرابة، فقد رحل خريبين وديوب، واتضح أن لاعبي الظفرة ورجال الغربية كلهم «ذيابة».