بالتأكيد من حق أي نادٍ، وأي إدارة أن تخطط استراتيجيتها، بالطريقة التي تراها مناسبة لها ولجماهيرها، وبالتأكيد من حق الإعلام والشارع الرياضي أن يتساءل وينتقد ويبحث في القضايا العامة ما دامت عامة وللجميع. كل هذه المقدمة من أجل أن لا يقول أحد «شو علاقتك»، فأنا لا علاقة لي سوى الوقوف مع كل الأندية العربية المشاركة في دوري أبطال آسيا، والحرص على مصلحتها ومصلحة دولها. وبعد تصنيف دوري الخليج العربي، على أنه الأقوى في آسيا، فإن من نافل القول إن مشاركات الأندية الإماراتية، جيدة كانت أم سيئة، هي أحد معايير التصنيف، وحتى في عدد المقاعد المباشرة في دور المجموعات، وهي يمكن أن تزيد أو تنقص، بناء على المعطيات والمتغيرات والمؤشرات. وما شاهدناه من أداء ونظرة من قبل الجزيرة لأقوى بطولة للأندية في القارة، يُظهر وبوضوح أنه لا يعطيها الاهتمام الأكبر، والدليل تصريح مدربه تين كات: «إنه لا يمكن المراهنة على حصانين في سباق واحد»، ولكن أي نادٍ كبير يجب أن يكون جاهزاً للرهان على أربعة أحصنة، وليس اثنين فقط، والغالبية في الوسط الرياضي الإماراتي متفاجئون ويحللون حسب المعطيات، أن الجزيرة يريد التركيز حصرياً على لقب الدوري، علماً أنه يتصدر بخمسين نقطة، بفارق 9 نقاط عن الأهلي أقرب ملاحقيه، وعشر نقاط عن العين والوصل، مع بقاء سبع مباريات على النهاية مع الأهلي وجرت أمس، والعين يوم الأربعاء، ثم دبا الفجيرة والشباب وحتا والنصر والظفرة، وبالتالي الفوارق كبيرة بينه وبين ملاحقيه، ويحتاج أن يخسر ثلاث مباريات، حتى يصبح مهدداً بفقدان اللقب، ويقول المحبون إنه كان بالإمكان الفوز على استقلال خوزستان، والبقاء في دائرة المنافستين المحلية والآسيوية، خاصة في ظل وجوده في مجموعة هي الأضعف في كل آسيا، ولكن التشكيلة التي بدأت بها المباراة، لم تكن توحي بذلك، على العكس من الوحدة الذي قاتل في أولى وثانية مبارياته، فخسر الأولى بصعوبة، والثانية بشكل غريب، فيما تمكن العين من تجاوز كبوة مباراته الأولى، وحقق الأصعب بفوزه خارج الديار على بونيودكور الأوزبكي. الفكرة باختصار.. شخصية البطل تفترض الحرب على عدة جبهات في آن واحد.