هل هناك أزمة مالية في أنديتنا؟.. ما نسمعه عكس ما نراه!! فالأندية تشتكي ظاهرياً، ولكنها تفاوض وتدفع وتتنافس وتزايد وتغري اللاعبين المستهدفين، وتبدل الأجانب، وفي سجلها مجموعة فائضة من الأسماء، سواء كانوا محليين أو من الخارج! أين هي الأزمة إذن؟! أما اللاعبون فهم ما زالوا على النهج نفسه.. يطالبون بزيادة المخصصات، ورفع القيمة المالية، وإضافة المكافآت على كل فوز، عطفاً على طلبات الأراضي التجارية أو السكنية! والوضع يمشي باستهتار من بعض المسؤولين، وباستغلال من بعض اللاعبين ووكلائهم، وإذا وقفت المفاوضات، ولم يحصل اللاعب على ما يريده، فإنه يهرول إلى الإعلام، ليساوم ويؤكد أن هناك عروضاً قد انهالت عليه، وأن إدارة ناديه الحالي متزمتة ومتعجرفة ولا تعرف الشفقة، فهي لم تدفع للاعب المسكين الملايين التي يطلبها.. ويزعل ويغيب شهراً عن التدريبات! هناك حالة غريبة أخرى تحدث في دورينا.. فبالإضافة إلى العقود الكبيرة.. والتي توقعناها أن تكون حافزاً لتقديم مستوى مرتفع، والانضباط في التدريب، ولعب كل مباراة بروح عالية.. فهذا حسب ظنون الأندية لا يكفي، فقامت بعمل لائحة، كي تعطي اللاعبين بدل فوز وتعادل أحياناً، وكأن رواتبهم فقط، لأنهم موهوبون في كرة القدم.. أما مكافأة الفوز، فهي لأنهم خدموا الفريق وحققوا الانتصار! وإذا سألت أي مسؤول سيقول لك: كلهم يسوونها! هناك أندية شيكاتها ارتجعت في البنوك.. وهناك مشاكل داخلية بين بعض الإدارات، بسبب التأخر في تسليم مستحقات صفقة قديمة، وهناك لاعبون بعقود سارية جالسون في بيوتهم ويسولفون عبر السناب ورواتبهم كل أول شهر في حساباتهم لا تتأخر! قال لي أحد اللاعبين في جلسة كوفي.. ما تقوم به بعض الأندية أمر غريب.. فهي تدفع لنا وتعطي بالملايين، ولا تحاسبنا باللوائح، ولا حتى توبخنا إذا هبط مستوانا، أو تأخرنا عن الحضور، أو حتى لو استهترنا بشكل شبه متعمد! مشكلة بعض الأندية أنها تخاف من ذهاب اللاعبين إلى أندية أخرى، ومن تقوية صفوف المنافسين، ولو نظرنا إلى مستوى ثلثي اللاعبين في خط الدفاع مثلاً، فلن تجد أحداً أميز من الآخر، وغالبيتهم كانوا السبب في تألق المهاجمين الأجانب! عزيزي اللاعب إذا وصلك عرض مغرٍ أو مناسب من نادٍ آخر، فلا تزعج الجميع به.. وقع وارحل! كلمة أخيرة نحتاج إلى ميثاق تعمل عليه الأندية.. كي نتفادى الغرق والسبب شوية عقود، وغداً نكمل!