الأندية ليست تلك الجدران التي تراها ولا الملاعب، أو حتى البطولات والألقاب واللاعبين.. هي فصول من كتاب الوطن.. هي الناس والفرحة والأمنيات.. هي ذاك الأب يسير بولده صوب ابتسامة يترقبها من هدف.. هي «الصحبة» وسمر الليالي.. دفء الشتاء ونسمة في ليل الصيف.
ويمثل نادي العين حالة خاصة لأهل «دار الزين»، الذين توارثوا حب ناديهم جيلاً من بعد جيل، طوال خمسين عاماً، هي عمر هذا الحلم الذي أثمر أحلاماً كثيرة، في مسيرة من البطولات والأمجاد والانتصارات، سطرها الكثيرون ممن مروا على هذا الكيان، ورحلوا، لكنه بقي شاهداً على «أمة» تتنفس «البنفسج».
من هنا، فإن لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بفريق نادي العين، قبل أن يكون تقديراً لما حققه من بطولات ومشاركته في كأس العالم للأندية المقبلة في أبوظبي، هو تقدير لتلك الحالة، التي تمثل عنواناً لإرادة وعزيمة.. تقدير لنادٍ سما فوق البطولات، فأصبح في حد ذاته هو البطولة التي تزدان بها مدينة العين وتزدهر أملاً وعزماً في قلوب من فيها.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورغم هموم السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية والشأن الداخلي، لا ينسى أي شأن إماراتي، حتى لو بدا للبعض صغيراً، وذلك أن تفاصيل الصورة لدى سموه ليست كما لدينا.. التفاصيل لديه فيها المدرسة والمستشفى والنادي.. فيها الكبير والصغير.. حتى تلك التفاصيل التي قد لا نراها.. يراها سموه ويهتم بها.. سموه قلب باتساع الوطن.
يستحق فريق العين هذا اللقاء المبهج، بعد موسم استثنائي وحافل، فهو بطل الدوري للمرة الثالثة عشرة في تاريخه، وهو بطل كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وسيكون سفير الإمارات في كأس العالم للأندية، والآن يتصدر دوري المحترفين مشاركاً الشارقة في المقدمة.. كلها أوسمة تؤكد أحقية «الزعيم» بهذا الشرف الكبير، الذي يمثل دافعاً للفريق قبل مهمة عالمية، يخوضها باسم الإمارات.
منذ أيام، حظي أبطال الجو جيتسو في آسياد جاكرتا، بذات الشرف، وتقلدوا نفس الوسام، وكل صاحب إنجاز إماراتي، هو في قلب وعقل واهتمام الوطن.. تبدو المهمة منوطة بأصحابها في وطن يدعم ويؤازر ويعطي بلا حدود، وقادة مشغولين بنا أكثر من انشغالهم بأنفسهم، لا يريدون لنا سوى أن نسعد، ويستحقون أن نبذل غاية جهدنا، فقط ليسعدوا.

كلمة أخيرة:
كثير ما تراه العين.. النادي وتلك المرآة فينا.. ترى وطناً يستحق كل مجد، وقادة نسكن قي قلوبهم.