مع كل تحديث أو تطوير لأدوات ومنصات التواصل الإلكتروني المستخدمة على نطاق واسع ، يجتاح كثير من المستخدمين هلع كبير حول ما يتردد عن اختراق الخصوصية، ويتسع الجدل بشأن الأمر كما حدث مؤخرا بالنسبة لتطبيق«واتس آب»، وكل يدلي برأيه بين مدرك للمسألة وآخر لا يعرف أبعاد وتأثيرات ما يحدث. وبعيداً عن الاستخدامات والآثار السلبية لهذه الوسائل والمنصات فإنها أصبحت عصب الحياة للكثيرين لإنجاز ومتابعة أعمالهم بل إن دوائر رسمية أصبحت تتواصل مع موظفيها، وتتناقش وتتوصل إلى قرارات وتعتمد إجراءات عبر تلك التطبيقات التي باتت شريان الأداء لتسريع العمل. وبالتالي عندما جرى الإعلان عن التعديل الجديد في المنصة المعنية تجدد القلق والمخاوف من اختراق الخصوصية وما يترتب عليها، خاصة عندما يتعلق الأمر بخصوصيات وأسرار عمل أو مسائل شخصية. ووسط الجدل المثار يفتقد عامة الناس الرأي الفني الصحيح من الجهات الموثوقة وفي مقدمتها هيئة تنظيم الاتصالات وموفري الخدمات من «اتصالات» و«دو»، وكذلك دوائر وجهات الأمن الإلكتروني. هذا الغياب ولد لدى الكثيرين الانطباع بأن تلك الجهات لا تتحرك أو تقوم بحملات وقائية سوى عند تعرض المؤسسات التي تشرف عليها أو تتبعها لمحاولات اختراق لمواقعها الإلكترونية أو العبث بمحتوياتها، بينما لا تبذل ذات الجهد لتوعية الأفراد بسبل حماية خصوصيتهم. بعض جهات الأمن الإلكتروني تتعامل مع هذه الأمور من زاوية واحدة فقط تتعلق بتغيير كلمة السر بين فترة وأخرى، بينما نتحدث عن تغييرات في خصائص فنية قد تسبب في أن يرسل المستخدم لهذه المنصة أو غيرها معلومة أو خبرا أو صورة لكل من تتضمنه قائمة الأرقام الهاتفية المدونة لديها من دون علمه معتقداً إرسالها للشخص المقصود. ويتفهم المرء أن تعديل أو تغيير الخصائص الفنية يتم من الشركة صاحبة التطبيق أو المنصة، وقد تجعله إلزاميا أو اختياريا، ولكن من حق المستخدم تبصيره، وبالذات لغير المتعمقين في الجوانب الفنية البحتة، والتي لا تتعدى علاقتها بالتطبيق الاطلاع على ما يرد فيه أو تحرير نص أو إرسال الصورة من دون معرفة خفايا دورة الإرسال والاستقبال التي تتم والتقنيات المرتبطة بها. الجدل الواسع حول تعديلات التطبيق فرصة لدوائر الأمن الإلكتروني لتعزيز تواصلها مع المتعاملين معها لإشعارهم بأنها معهم قلبا وقالبا، وبأنهم ليسوا وحيدين أمام جبروت عمالقة الفضاء الإلكتروني. ali.alamodi@alittihad.ae