من يريد أن يضع الشارقة والشعب، ضمن حسبة فرق الظل، فهو مخطئ، ومن يريد أن يبقي الأمور على ما هي عليه، فهو يسعى لظلم جماهير لناديين يملكان شعبية كبيرة، ومن يريد أن يتحجج بالاحتراف والأموال والعقود، فهو يريد تظليل الوضع وتبرير الإخفاق. الشارقة أفضل حالاً نسبياً، شبه مستقر إدارياً، لا توجد هناك صراعات داخلية، ويعيش حالة توافق بين أعضائه، والشعب مناقض لحال جاره.. وهذا ما أكده اليوم ناصر الطلياني في حديثه معنا، حين قال إن النفوس غير صافية، وإن المجالس المتعاقبة تهدم عمل السابقين، مؤكداً أن هناك حرباً حقيقية على النجوم السابقين في كلا الناديين. هذا الصيف كان الشارقة هو البطل.. صفقات مدوية.. أسماء كبيرة، وعناوين رنانة، وترويج غير مسبوق لكل الأسماء الذين تعاقد معهم النادي، وأرى أن هذه البهرجة كانت جزءاً من السبب، فهي جعلت حالة التفاؤل عالية بين الجماهير ورفعت من سقف الطموح، وجعلت الإعلام يتفاعل مع هذه الصفقات ويشيد بها، فظن الجميع أن الفريق «الأبيض» عائد إلى المنافسة، ولكن جاءت الصدمة بنتائج قاسية حولت الجماهير المتفائلة إلى غاضبة. الجميع يعرف أن الإدارة الحالية للشارقة صححت الكثير من الأخطاء، وتحملت إرثاً ثقيلاً، وقدمت أكبر مجموعة لاعبين واعدين إلى الفريق الأول، وكان هدفها مبنياً على مجموعة خطط مرحلية، أولها إبعاد الفريق الأول عن خطر الهبوط، ولكن هذه المرحلة يبدو أنها «طوّلت»! الشعب حالته غير طبيعية، ولو مر أي منكم، على تصريحات المستشار الخضر، والقطب المعروف إسماعيل عبدالله، والنجم السابق ناصر الطلياني، سيرى حجم المشاكل التي يعيشها النادي، فالخضر أكد أن هناك أموراً خفية رفض الكشف عنها، وهو إسقاط سيفتح أكثر من تفسير على هذه الكلمة، وإسماعيل عبدالله أبعد التهمة عن الإدارة، فيما كان كلام الطلياني مناقضاً له، حين اتهم الإدارات بشكل مباشر، واعتبر قلوبها ونفوسها المتقلبة، والأحزاب الخفية، والحرب على النجوم هي السبب، وهو ما يؤكد أن الشعب يعيش قصة معاناة داخلية، قطعت النادي وتاريخه وجمهوره وسمعته إلى أشلاء من الصعب جمعها. كلمة عبدالعزيز النومان كانت واضحة ومفاجئة، حين أكد أن ميزانية الشارقة زادت 3 أضعاف، وأن الشعب ميزانيته تعتبر الأعلى بين فرق دوري الهواة، وهذا يلجم أفواه كل من يتحجج بالمال. حاولنا أن نجد الحل، ولكنها ضاعت وسط تضارب الآراء! كلمة أخيرة ما قاله عبدالرحيم جاني كان مؤلماً، فهو استذكر تشكيلة منتخبنا في مباراة يوغسلافيا، والتي ضمت سبعة لاعبين من الشارقة، والثامن كان عدنان الطلياني، تاريخ لا يبدو أنه سيعود!