- خيراً فعلت دبي بتطبيق الغرامة الاجتماعية على فئة المستهترين بحقوق المشاة، والتعدي على حقهم، وسلامتهم، والعبث في أماكن لا يمكن فيها العبث، فالغرامات المالية أحياناً لا تجدي بقدر ما تفعله بعض العقوبات التي يمكن أن نطلق عليها العقوبات الاجتماعية التي تحط من قدر المتعالين اجتماعياً، فقد كانت تجربة سنغافورة في هذا المجال ناجحة ورادعة، فغرامة تلويث المناطق النظيفة كانت مالية في البداية، ورغم رفعها أكثر من مرة، إلا أن البعض كان يراها لا تعني شيئاً، لكن حين فرضت على المخالفين غرامة تكنيس الشوارع، ونقلها حيّة ومباشرة على وسائل الإعلام، تراجعت تلك الفئة المغرورة، والمتساهلة في أمور النظافة، وتلويث البيئة عن فعلها، لأنها ستظهر وهي تؤدي مهنة لا يطيقونها اجتماعياً، ويرونها تضر بالاسم والمكانة الاجتماعية، وتقلل من منزلتهم، فاختفت فجأة ظاهرة العبث والاستهتار، بعض الغرامات توجع النفس أكثر مما تفعله الغرامات المادية التي لا تضر جيوب بعضهم! - ما زال يستعصي عليّ فهم بعض الأمور غير الواقعية، كما يفعل الكثيرون غيري في فهم بعض الرسوم الدراسية المبالغ فيها كثيراً على الطلبة، وخاصة الذين في بواكير صفوفهم الأولى، والتي لا تزيد عن التعرف على الأبجديات، وضرورة اللعب والمرح ليتقبلوا فهم المدرسة، لكن فهم الأهالي لها يحتاج لتفسير حين يصل سعر السنة الدراسية في بعض المدارس الخاصة لخمسين ألف درهم للطفل، في حين تكون الأم أو الأب قد درس في السوربون في باريس أو في جامعة أميركية، وكانت السنة الدراسية لا تتجاوز تكاليفها الخمسة عشر ألف درهم! - الإمارات كشجرة خير ما زالت ترمى بحجر الجاحدين والمغالين والمتعصبين، لكن هذا لن يمنعنا عن فعل الخير، وما نراه يتماشى مع قيم الحق والجمال، وعمل المعروف والإحسان، والتي نؤمن بها، ونتمسك بفعلها، وإلا ستنعدم المروءة من الحياة، وحدها الأشجار المثمرة، الزاهرة التي ترمى بحجر، عداها سيأكله الجفاف واليباس، وحرقة العطش، كذلك هم الجاحدون والمغالون والمتعصبون، سيأكلهم الحقد والجهل وحده! - ما زلت أومن بدور الأفراد في خدمة المجتمعات، وتأثيرهم الكبير في سيرورة الحياة، ورفع شأن الأمم، وأحياناً يكون دورهم أقوى من دور المؤسسات المتثاقلة، والبليدة بفعل البيروقراطية، والتكلس الروتيني، والحسد الوظيفي، لذا حين يقاس بعض الرجال بألف رجل، وألف رجل، بأقل من رجل، لا نبالغ، ولا نزايد، وشواهد الحياة والتاريخ حاضرة، وعبر المسيرة الإنسانية، مثل أولئك الرجال إن غابوا عن حياتنا، فإنهم لا يغيبون منها، نظل نبكيهم بوجع طويلاً، وتبكيهم الحياة الجميلة والصادقة، والنبلاء والشرفاء فيها، ويظلون مثل علامة فارقة أو نجم لا يبرح سماءنا!