المشهد الثقافي يزداد بريقاً، بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي خصص يوم السادس من مايو من كل عام، يوماً للكاتب الإماراتي، والذي يوافق تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وبهذا الاهتمام الثقافي القيم للكتاب والأدباء في الإمارات، وسعي دولتنا الدؤوب نحو ريادة المثقف، وعلو شأن الثقافة، عربياً وعالمياً، فلابد للكاتب والمبدع الإماراتي أن يقدر هذا الاهتمام، بل على المؤسسات الثقافية مجتمعة أن تقدم ما يجدر فعله من المنظور الثقافي المدروس، ولابد من إرساء قواعد ومنهجية، تتناغم في العطاء، وتؤصل برامجها بذات القيم الفكرية والاستراتيجية للثقافة ومكوناتها المختلفة.
وبقدر ما ندعو المؤسسات الثقافية للعمل على أنشطة ثقافية ناضجة، وبقدر ما نرى كثيراً من الأنشطة التي لا تبرز إلا ثقافة محدودة وضيقة الفكر، ولا تواكب ما يطلع إليه رواد المؤسسات الثقافية الذين يسعون إلى فكر متقدم وأمسيات ذات بعد ثقافي عميق، يجدد الرؤى الحضارية ومفاهيمها، لذا عليها وقبل أن تقر برامجها الثقافية أن تخضعها للتساؤلات، وأول هذه التساؤلات، ماذا تهدف للمجتمع المثقف، وماذا تضيف من رؤى، أم هي أمسيات خاوية تقدم ثقافة بعشوائية؟.
وقبل أقل من عام، وحين حضرنا حفل تأبين الراحل الأديب ناصر جبران، رحمه الله، أطلق اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، العديد من المبادرات الثقافية حول أعمال الأديب الراحل، وترجمتها في الذاكرة الثقافية، ولكن لم يحدث أن مبادرة من هذه المبادرات رأت النور، ورحل جبران دون التفاتة لأعماله، وهو أحد الشخصيات المؤسسة للاتحاد، وقدم في حياته الكثير من العطاءات الأدبية المشرقة.
وبهذا نذكر المؤسسات الثقافية بأهمية البعد الاستراتيجي الثقافي، إذا ما أرادت تقديم أنشطة ثقافية جميلة تخص المبدع الإماراتي، سواء كان ذلك محلياً أو عالمياً.
وما على المؤسسات الثقافية سوى البحث واستخراج التجارب الثقافية، وتنظيم ندوات متخصصة، مثل مناقشة تجارب ظبية خميس الشعرية والأدبية، أو التحدث عن حبيب الصايغ شاعراً، أو الخوض في تجربة عبدالحميد أحمد قاصاً، أو كتابات إبراهيم مبارك، وناصر الظاهري القصصية.
وبهذا نثري معارض الكتب والملتقيات الأدبية بهذه الأطروحات الثقافية المهمة التي تعرف وتبرز الكاتب الإماراتي في هذه التظاهرات المحلية والعربية.