في عطلات نهاية الأسبوع والإجازات يزداد إقبال الأفراد والعائلات على المتنزهات والأماكن الترفيهية وعند الكورنيش، وأماكن ممارسة هواية المشي، وهذا أصبح بمثابة هاجس للجميع، وبالذات الراغبون في استعادة شيء من رشاقة أيام الشباب. والكثير لم يقبل على ممارسة أي نشاط بدني أو رياضي إلا بعدما اقتربوا من مرحلة الخطر، تلاحقهم تحذيرات الأطباء وتعليماتهم المشددة، فإما إعادة النظر في نمط حياتهم، أو مواجهة تبعات تراكم الدهون في أجسامهم. في تلك الأمكنة التي يتردد عليها الناس طلباً للراحة وممارسة هوايتهم بهدوء، يفاجأ المرء بممارسات غريبة من هواة إزعاج الآخرين، من أمثال ذلك الشاب الذي قام بحركات استعراضية و«تفحيط» بسيارته في الممشى بدبي، ما عرض الموجودين للخطر في المكان أو الآخر الذي قام بحركات لا تقل خطورة عما قام به الأول بدراجته «الترابتر»، دونما تبصر بتبعات ما يقومون به من ترويع للصغار المرافقين لذويهم، وتهديد لسلامة الجميع هناك، بمن فيهم الشخص المتسبب في ذلك الإزعاج الخطر والذي تجد من يدافع عنه، ويجد له الأعذار والمبررات، وفي مقدمتها الفراغ. وهو مبرر واهٍ، ولا يستند للواقع المتمثل في وجود بدائل عديدة لا يدركها سوى الشخص الواعي العارف بالكيفية المثلى لحسن استثمار الوقت. أما هواة إزعاج الآخرين فليسوا أكثر من أشخاص مصابين بعقد نفسية للفت الأنظار إليهم بمثل هذه الحركات الصبيانية الطائشة والتصرفات غير المسؤولة. ومن هنا تجد أن فرض الغرامات والعقوبات لا تغير من سلوكهم، حيث نراهم يعودون لارتكاب المخالفات نفسها، والقيام بالتصرفات الطائشة وغير المسؤولة ذاتها، الأمر الذي يتطلب مقاربات جديدة ومبتكرة في التعامل معهم. وهنا نشير إلى حلبات السباق والمسابقات الخاصة بها في بعض الأماكن التي سمح بها، وكيف يمكن أن تساهم في امتصاص طاقات هؤلاء الشباب وتثقيفهم وتوعيتهم بأن ما يمكن أن يقوموا به في تلك الحلبات والأماكن لا يسمح بها في الطرقات العامة وأماكن تجمع الناس لممارسة هواياتهم المفضلة. وهي في الأول والأخير تعبر عن تربية الشخص واحترامه للآخرين وتقديرهم. وإلى جانب الغرامات والمخالفات، نتمنى من وزارة الداخلية العودة إلى تلك الإجراءات التي كانت قد طبقت بحق المخالفين الشباب في فترة من الفترات، وهي إلزامهم بالخدمة في مراكز المعاقين أو تنظيف الأماكن العامة، لإدراك قيمة الوقت، والحرص على صون سلامة الآخرين. ali.alamodi@alittihad.ae