نهاية عام 2016 وفي كلمة ألقاها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، في ختام مؤتمر دبي الرياضي الدولي العاشر، قال إن 2017 سيكون عام الحوكمة والشفافية، ووقتها شارك رئيس الاتحاد الإماراتي مروان بن غليطة في المؤتمر، وأكد أن الحوكمة والشفافية ستكونان العنوان الأبرز لكرة القدم الإماراتية. شخصياً لا أومن أن الشفافية المطلقة موجودة في أي مكان في الدنيا، ولكنها شفافية نسبية باختلاف كل دولة ومجتمع، وما حدث خلال الأسبوع الماضي، وقبله، يدخل في قناعتي ضمن بند الحوكمة وليس نشر الغسيل أو التراشق الإعلامي أو الضرب تحت الأحزمة، كما حاول البعض أن يصوره. الحوكمة والشفافية تعنيان الصراحة والوضوح وانقشاع الغبار عن الرؤية، وتعنيان فتح الملفات على العلن، وأمام كل الناس ما دامت كرة القدم ليست من الأسرار العسكرية، ولا تدخل في نطاق الخطوط الحمر أو المحرمات. شخصياً أعتقد أنه طالما كانت كرة القدم الإماراتية «شأناً عاماً»، فمن حق أي كان أن يتحدث فيها «لا أن يتهم من دون دليل ولا أن يقذف أو يشتم، فكل هذه الأمور تحت طائلة القانون المتاح للجميع ويسري على الجميع»، ونحن نتحدث في شأن برشلونة وريال مدريد ومان يونايتد، نتحدث في العولمة والاحتباس الحراري، ونتحدث في مليون قصة قد لا يكون لنا يد فيها، ولكن ما دامت شأناً عاماً فهي متاحة للجميع ومن حق الجميع. لهذا فمن حق يعقوب السعدي أن يكتب، ومن حق المتضررين أن يردوا وأن يلجؤوا لأية وسيلة يرونها مناسبة إذا كان ما قاله غير صحيح، ومن حق عارف العواني أن يطرح أفكاره، ومن حق مروان بن غليطة أن يرد عليه، ومن حق محمد البادع أن يكتب ويبحث عن الحقيقة «ليس من وجهة نظره، بل من جوهر كونها حقيقة»، فهذا هو المعنى الحقيقي للديموقراطية والحوكمة والشفافية، وهو ما تسمح به قوانين دولة الإمارات التي أتاحت حرية التعبير تحت سقف القانون. شخصياً مجدداً أرى أن ما حدث هو نقطة مضيئة وليس نقطة سوداء كما يقول البعض، فالصراحة والوضوح هما ما تحتاجه أية قضية، حتى نفهم ظروفها وملابساتها، وحتى نعرف الصحيح من الخطأ، وحتى نتقدم للأمام، بعد أن نبني على أخطائنا وتجاربنا، وحتى مشاكلنا.