التحالف الأمني الدولي الذي أعلن عنه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لمكافحة الجريمة والإرهاب عالمياً، بمشاركة سبع دول، يؤكد الالتزام الإماراتي والموقف المبدئي الثابت للتصدي لآفة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكل ما يهدد أمن واستقرار الدول والشعوب. وهو امتداد مبكر لقناعة راسخة بأن الإرهاب والشر لا وطن ولا جنسية لهما، وإنما يستهدفان الحضارة والوجود الإنساني والبشرية قاطبة. ومن تلك الرؤية المبكرة كان العمل والتحرك على مسارات عدة ومن خلال استراتيجية واضحة للتصدي لأعداء الحياة والإنسانية. فإلى جانب الشراكات والتحالفات الدولية، والعمل الميداني، حظي مسار العمل على تحصين المجتمع فكرياً باهتمام خاص، وبالذات على صعيد تفنيد مغالطات المتاجرين بالدين ممن يحاولون استغلال النشء لصالح أجنداتهم الإرهابية ومخططاتهم الإجرامية. وقد كان جهد الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف متميزاً من خلال الخِطبَة الموحدة ومركز الإفتاء وكذلك الندوات التوعوية التي تقيهما لإبراز وسطية الرسالة، ومنهج الاعتدال وروح التسامح الذي يقوم عليه ديننا الإسلامي الحنيف. لقد أكدت الأحداث التي شهدها العالم قوة الارتباط بين الإرهاب ومنظمات الجريمة المنظمة ومنتجي ومروجي المخدرات في العالم. وأقرب الشواهد أمامنا ارتباط حركة « طالبان» الإرهابية بإنتاج المخدرات في أفغانستان، وكذلك ما يسمى بحزب الله في لبنان بعصابات المخدرات، والذي شمل حتى عصابات أميركا الجنوبية، وهناك أيضاً علاقة الحرس الثوري الإيراني بالعصابات التي تعمل ليل نهار من أجل إغراق دولنا الخليجية بأطنان المخدرات بهدف تدمير شبابنا وتقويض مجتمعاتنا. جنباً إلى جنب مع مخططات التفجير والتدمير والقتل التي تقوم بها الأدوات التابعة لتلك الأجهزة والدوائر، ولا زالت شواهدها ماثلة للعيان في البحرين والكويت والسعودية واليمن، حيث استغلت عصابات الشر هشاشة الوضع الأمني هناك لتهريب مئات الأطنان من المخدرات والأسلحة، واتخاذ تلك البلاد منطلقا لتهريب السموم والأسلحة باتجاه بقية دول مجلس التعاون الخليجي وبالأخص المملكة العربية السعودية الشقيقة. التحالف العالمي الجديد الذي ولد في الإمارات، يضيف زخماً وحراكاً نوعياً للحرب العالمية على الإرهاب، وهو « تحالف الخير» في مواجهة قوى الشر والإرهاب والإجرام أينما كانوا. تحالف يعبر عن تقدير الدول المنضوية تحت لوائه للجهد الإماراتي الرفيع في التصدي لآفة العصر واجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه. والنصر حليف الخيرين لدحر قوى الشر والإرهاب والظلام.