من النادر أن تجد العلاقات بين بلدين، مثل تلك التي تجدها بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، فهي تتداخل وتقوى يوماً إثر يوم، وهي بالأساس علاقة جيرة وقرابة، ولكنها في السنوات الأخيرة أخذت منحى العلاقات الاستراتيجية، ولذلك ليس غريباً أن يكون احتفال الإماراتيين باليوم الوطني السعودي، يماثل احتفالهم بيومهم الوطني، وليس غريباً أن تجد شوارع بأسماء ملوك المملكة، وليس غريباً أن تجد أعلام المملكة على المعالم الكبرى في الإمارات، وليس غريباً أن تجد السعوديين في كل مراكز التسوق والفنادق والمرافق السياحية في الدولة، لأن البعض يعتبر أن السياحة السعودية في الإمارات هي «سياحة داخلية»، أي كأن السائح لم يغادر بلاده بالأساس.
لهذا ظهر وسم «عزكم عزنا»، منذ سنوات ليعبر عن الحالة الفريدة للعلاقات السعودية الإماراتية، وليعبر تماماً عن فرح الإماراتيين بأفراح السعوديين، ولهذا ليس غريباً أن يكون عدد جريدة «الاتحاد» اليوم، وهي مطبوعة إماراتية، يبدو وكأنها مطبوعة سعودية، لكنها بالقول والفعل والممارسة هي كذلك.
اليوم تحتفل المملكة بيومها الوطني، وهو يوم توحيد المملكة في 23 سبتمبر من كل عام.
وهذا التاريخ يعود إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك عبد العزيز برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351 هـ، ويقضي بتحويل اسم الدولة من «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها»، إلى المملكة العربية السعودية، ابتداءً من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351 هـ الموافق يوم 23 سبتمبر 1932م.
هذا اليوم ليس عادياً في تاريخ المملكة ولا المنطقة ولا العالم.. ولأن المملكة موطن الحرمين الشريفين، لهذا فكل ما يمسها من خير أو شر يمس ملايين المسلمين في كل أرجاء الدنيا، وكل مسلم يرى فيها مكاناً يخصه وجدانياً وعاطفياً ويتمنى زيارتها، ليس للحج فقط، بل لزيارة الأماكن المقدسة واستشعار التاريخ ومكان نزول النبوة وقبر أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
كل عام والمملكة قيادة وشعباً بألف ألف خير.