الضعيف لا يعيش، والقوي يتربص بالمتردد دائماً، ومن لا يكون مستعداً، يخسر بدون شك، والأسلحة العسكرية كباقي الأسلحة هي ذات حدين، فإما أن تستخدم للخير في الدفاع عن النفس ونصرة الضعيف واستعادة الحقوق وردع المعتدي الطامع، وإما أن تستخدم للشر في قتل الأبرياء والاعتداء على الآمنين وانتزاع الحقوق واحتلال الدول. وعلى الرغم من التطور الكبير في التكنولوجيا، إلا أن السلاح التقليدي، سواء أكان جوياً أم برياً أم بحرياً، ما يزال هو السلاح الذي يحسم المعارك، لذا فإن الدول الكبرى ما تزال تعتمد على الصناعة العسكرية، والدول الصغيرة أيضاً تنضم إليها، ودولة الإمارات نجحت خلال السنوات الماضية في تحقيق إنجازات مهمة في مجال التصنيع العسكري، من منطلق إيمانها وقناعتها، أن على أي دولة، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، ومهما كانت ترتبط باتفاقيات ومعاهدات مع حلفاء إقليميين أو دوليين أو دول عظمى، امتلاك ما تدافع به عن نفسها قرار استراتيجي لا يمكن تجاهله. وهذا في صلب فلسفة وقناعة دولة الإمارات منذ عقود، وهذا ما قاله المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان عندما قال: «حاجتنا إلى جيش قوي قادر على حماية الوطن تبقى قائمة ومستمرة، ونحن نبني الجيش لا عن رغبة في غزو وإنما للدفاع عن أنفسنا».. وهو النهج الذي يؤكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عندما قال: «إن هذا المعرض دعوة للسلام وليس العكس، لأنه لا يكفي في الوقت الحاضر أن تكون مسالماً، بل أن تمتلك قوة تحمي سلامتك وسلامة الآخرين وأمنك وأمن الآخرين»... أما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فهو يؤكد دائماً أنه: «في ظل ما يعيشه العالم والمنطقة من ظروف مضطربة، تحرص دولة الإمارات على إيجاد وتطوير أدواتها وآلياتها الخاصة التي تمكنها بكل اقتدار من الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وصون منجزاته ومواجهة تحديات المستقبل».. تلك فلسفة ورؤية الإمارات الواضحة في هذا المجال، أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية فهو التفوق الإماراتي الذي يشهد له العالم اليوم، بعد أن نجحت أبوظبي خلال ربع قرن بأن تجعل الإمارات حاضنة ومنظمة أكبر وأهم معرض للدفاع في العالم، حيث شهد نسبة نمو منذ دورته الأولى في عام 1993 إلى اليوم تبلغ 254?‏، وتضاعف عدد الدول المشاركة في آيدكس من 24 دولة في الدورة الأولى إلى 57 دولة في هذا العام، أما الإنجاز الأهم والتفوق الذي يفتخر به كل إماراتي، بل وعربي فهو ارتفاع عدد الشركات الوطنية المشاركة في المعرض من 43 شركة إلى 168 شركة في الدورة الحالية، ما يجعلنا ندرك مدى النجاح الذي حققه تنظيم هذا المعرض، فلم نكتف بتنظيمه، بل استفدنا منه وأصبحنا جزءاً من هذه الصناعة العالمية، التي وبلا شك بدخول الإمارات فيها بما تحمله الدولة قيادة وشعباً من قيم إنسانية وأخلاقية ستحول التفوق في تنظيم هذا المعرض وهذه الصناعة لما فيه خير البشرية، فتصنع الأسلحة من أجل حماية الإنسان وأمنه، وليس لقتله وتدمير أرضه وتشريده من وطنه.