الشمس ليست بالضرورة تلك الساكنة في السماء البعيدة.. إنها الصدر والحلم والأمنيات.. الشمس قد تكون ابتسامة.. فرحة بالنجاح.. خطوة قطعتها على طريق كنت تظن أنك لن تسير فيه.. كل من يغلق باباً من هذه الأبواب هو كمن يطفئ الشمس.
نادي الإمارات، اتخذ قراراً بتجميد لعبة كرة اليد على صعيد الناشئين والبراعم.. كان في الإمكان أن يمضي الأمر من دون أن يشعر أحد، لكن المدهش والمفرح المبكي، أن اللاعبين وأولياء الأمور يرفضون هذا المصير، وهو أمر لا يحدث هنا في الغالب.. هنا نستجدي ونستميل ونغري من أجل موهبة واحدة، لكن عندما تواجدت مواهب، وأحبت اللعبة ومضت في طريقها، سددنا الباب في وجوههم، فلم يجدوا أمامهم سوى شاطئ البحر، يرسمون أحلامهم على الرمال.
الهيئة العامة للرياضة، ليست شماعة لكل فشل، ويجب ألا تستمر كذلك، وهي ليست مصباح علاء الدين ولا خاتم سليمان، وتعليق أي فشل أو إخفاق أو تقصير عليها، لم يعد مقبولاً ولا مستساغاً، وإلا لماذا نأتي بمجالس إدارات أندية، ولماذا يتنافس المرشحون ويقدمون برامج وأمنيات، إذا لم يكن في مقدورهم إضافة شيء.. إن كانت كل الأمور في «الهيئة»، فلا داعي لمجالس الإدارات ولا للانتخابات.
أعلم أن الموازنات قد لا تسعف الأندية للقيام بأعبائها تجاه كل الألعاب، لكن عندما تقرر، عليك أنت أيضاً أن تنظر لمواطن الضوء لديك، وألا تطفئها، وكرة اليد في نادي الإمارات لها تاريخ كبير يمتد لأكثر من 30 عاماً.. تاريخ أبهى وأروع من الكرة التي تصعد لتهبط وتهبط لتصعد، وكان الأولى بالنادي أن يجعل من كرة اليد لعبة رئيسة لها ما للكرة، ليس من أجله فقط، ولكن من أجل رياضة الإمارات كلها.
جميل ما فعله نادي مليحة، الذي تعاقد مع كل أشبال نادي الإمارات، وجميل ما فعله البراعم، الذين هربوا بأحلامهم ومواهبهم إلى شاطئ البحر، لكن الأجمل والأهم، ألا نتوقف نحن، وأن نثبت أننا جادون في المضي برياضة الإمارات - في كل شبر على هذه الأرض- إلى حيث يجب أن يكون.. نحن أحوج ما نكون إلى الحفاظ على أي منجز حتى لو كان صغيراً.
أشبال يد الإمارات، ليسوا سوى عنوان، لمستقبل، يجب ألا نفكر فيه بذات الطريقة والقديمة.. مستقبل على كل مجالس إدارات الأندية أن تكون أهلاً لقيادة أبنائنا نحوه، ولا يمكن أن يكون التجميد لأي لعبة حلاً مقبولاً أبداً، وعلى المسؤول قبل أن يفكر في هذا التجميد أن يفكر في الاكتفاء بالتخلي عن المسؤولية والتشجيع من بعيد.

كلمة أخيرة:
«التجميد».. اختيار من ليس لديه جديد