تواصل الإمارات السباق الذي تعرف قواعده وشروطه ومساراته في عالم متطور وسريع، وتصنع الحدث كل يوم، غير آبهة بضجيج الهوام الإلكتروني في المنطقة، وقد اختارت طريقاً نحو الإنجاز والعالمية، فيما يُحصي آخرون خساراتهم في منتهى الحقد والخيبة.
خبران سعيدان في اليومين الماضيين: الجواز الإماراتي احتل المرتبة التاسعة في المؤشر العالمي لقوة وثيقة السفر، إِذْ يتيح لحامله دخول 157 دولة، دون تأشيرة مسبقة، تزامناً مع تحقيق الدولة المرتبة الأولى عربياً، والـ 34 دولياً في تقرير التنمية البشرية 2018، الصادر عن الأمم المتحدة، متقدمةً ثمانية مراكز عن العام الماضي.
ومن الطبيعي، أن يقع الخبران في تعتيم الإعلام المعادي في المنطقة، فهما يكسران سلسلة الأكاذيب المتصلة، مثلما يُحرجان الكيانات التي تختبئ وراء الدعاية والأمنيات، ليسأل المحايدون عن موقع جوازات سفر دُويلات الفشل على المؤشر نفسه، وما هو تصنيفها في سلّم التنافسية والتنمية البشرية، فالأمر هنا يتعلق بتخطيط وعمل دؤوب، وليس بالسير في دهاليز معتمة، لإيصال الأموال والسلاح للخلايا والميليشيات الإرهابية.
لا يحتاج الخبران لمزيد من الإيضاح والشرح. قيادتنا تطمح إلى أن يكون جوازنا ضمن أقوى خمسة جوازات عالمية في 2021، ونحن الآن مع العشرة الأوائل. ذلك يعني أن الدبلوماسية الإماراتية التي تنشط بفاعلية وثقة بين عواصم العالم، ستواظب على نجاحها، وتفتح ما تبقى من الحدود أمامنا، فيقف الإماراتيون مع رعايا الدول الكبرى في صفوف المسافرين الذين لا يحتاجون تأشيرات مسبقة في المطارات الدولية.
السمعة الخارجية لا تصنعها الدعاية، ولا إغراق المنصات الاجتماعية بالتلفيق والتزوير، فلا بدّ من أرقام وحقائق وشواهد، أو للدقة لا بدّ من مجال حيوي للاختبار، عوضاً عن الوهم والاختلاق. فتمويل الإرهاب ورعايته واستضافة أفّاكيه، يُحوِّل الدول إلى كيانات فاسدة وممعنة في تبذير الثروات، وإغداق الهبات والهدايا في الجهات الأربع.
فهل من إنجاز قطري خارجي واحد، يستطيع إعلام «الحمدين» و«الإخوان» أن يتسلى فيه، عوضاً عن رداءة الخيال في نسج القصص والأخبار، وتجميع المتناقضات في سياقات مشوهة، وهل من سمعة قطرية ذائعة سوى في احتضان الإرهابيين، وخيانة الجار والقريب؟!
لا يعنينا مقدار الألم في الدوحة، فنحن في انتظار حدود جديدة نعبرها بجوازنا الإماراتي مزهوين بقيادتنا وبلادنا، وواثقين أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي ستصيب الهدف بدقة بالغة، بعد ثلاث سنوات، ليس أكثر.