عندما تصبح الأنا بحجم الجبال، يصير الأشخاص مثل الحبال البالية، تتلوى على لوح قديم، يحاول هؤلاء تبني حيل لا شعورية، أشدها ضراوة الإزاحة والإسقاط، يحاولون توهم العظمة من خلال استدراج ذوي الذمم الضعيفة وإغرائهم بما يجعلهم مطايا طيعة، تدبر ما يشاء المرضى من تدبيره ضد الآخرين.
هكذا يفعل النظام القطري، وهو يكابد الأمرين إثر علته، وانكفائه في جغرافيا لا تكاد ترى على الخريطة إلا بالمجهر، والغاز الذي يفترض أن يكون ضوء العالم، ودفئه أصبح مسمماً، جراء ما يشوبه من نوايا خبيثة، الهدف منها شراء الذمم وبأرخص الأثمان، لأن هذا النظام، فقد مشروعية بقائه بين الأمم المتحضرة، بعدما كشف عن موت الضمير السياسي، وتعفن الأيديولوجيا ذات المخالب المتسخة بدخان المتفجرات التي يذهب ضحيتها الأبرياء في كل أنحاء العالم.
ويا له من مشهد مريع أن تنمو دولة على جثث الضعفاء، ويا له من منظر مفزع أن يترعرع نظام على حساب أناس أوقعتهم الظروف ليكونوا ضحايا للغدر، وبطش الجبروت وطغيان من لا يعرف للشيم الإنسانية معنى ولا قيمة.
وقد ذكرت صحيفة «وول ستريت» خبراً مفاده بأن النظام القطري حاول استدراج مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإغرائهم بالأموال، للتأثير على سياسته المناهضة لتوجهات النظام القطري، وقد استهدفت قطر 250 من المؤثرين، وأضافت الصحيفة أن النظام القطري شن حملة ضغط غير تقليدية للحصول على تأييد رئيس أميركي غير تقليدي. ومن المؤسف أن حكام قطر نسوا أنفسهم، ولم يعوا ماذا يجري في هذا العالم، كما أنهم يعيشون في غيبوبة عندما يتصورون أن قطر أصبحت دولة عظمى تستطيع أن تستولي على إرادة ساسة ينضوون ضمن دولة هي الأعظم في العالم، وأن شركة فورد لوحدها تمتلك رصيداً مالياً أضعاف ما تملكه حكومة قطر. وهذه مهزلة الصغار، عندما يتوهمون العظمة، ويعتقدون أنهم امتلكوا زمام الاقتصاد العالمي.
هذه مأساة الخنفساء عندما تشعر بالخطر، فإنها تذهب إلى زاوية قصية وتعطي ظهرها للنمل كي ينهي حياتها.
هذه معضلة الصغار عندما ينتابهم الخوف، فإنهم يحطمون الأطباق تعبيراً عن غضبهم، وهذه مشكلة كل من لا يجد منفذاً لأوهامه، فإنه يلجأ إلى الفوضى، ليعطي نفسه مبرراً لما يعانيه من ضعف، وهوان، إزاء الواقع الذي يعيشه. ما تفعله حكومة قطر، يشبه تصرفات لاعب الكرة الفاشل، فإنه كلما فقد الكرة، يقوم باستخدام العنف، لعرقلة اللاعبين الآخرين.
لعبة خطرة يمارسها النظام القطري، ومواجهة الأسود، نذير نهايات مؤسفة.