النعيم المقيم المديم، هو من فيض قلوب أنعم الله عليها بقلوب محبة، عاشقة لجمال الحياة، مدنفة برفرفة الأجنحة الحرة، وهفهفة الأوراق المسهبة برفاهية الجمال، وبذخ الجلال في بلاد عشقها الطير، كما أدمنها الخير، فصارت في الدُنى شلال عطاء، وأنهار سخاء.
فعندما يبصم المقيم والمواطن أن الإمارات قماشة سعادة، تلون حياة الناس بالابتسامة الشفيفة، والكلمة المنيفة، فذلك هو واقع حال، فأنت أينما تذهب في بلاد الدنيا، تجد الإمارات تحلق باسم على مسمى، وتحدق في الوجود نجمة طالعة في السماء لتضيء وجوه الناس بالفرح، وتملأ أحداقهم ببريق الأمان، وتعطر أفئدتهم بعبير الاطمئنان، وقد زرنا بلاداً، وتقصينا وعرفنا أن الحضارة ليست مسمى لمعطيات مادية، بقدر ما هي وسام صدق للمعاني الرهيفة، والقيم الرفيعة، والمبادئ السامية التي يرسيها قادة آمنوا أن الوجود شجرة، نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها، وأن الحياة لوحة نحن الذين ننسق الألوان على صفحتها، وأن الإنسان المتسامي، هو ذلك المندمج في الوجود، كما تندمج الغيمة في ضلع الغيمة، وكما تنسجم الموجة في شفافية الموجة، وكما تنسق الأزهار عبقها في الصباح الباكر، ليصحو الناس على احتفالية الأمل المنشود.
الإمارات التي يثريها الناس بمحبتهم، هي التي رتبت هذا الوجدان في بستان الكل، لأنها أيقنت منذ البدء أنها بالكل تمضي إلى المستقبل واثقة الخطى، ثابتة الوثبات، ولا تبالي في نثر الحب، كما تنثر الأشجار الخصيبة أثمارها، وكما تهدي السحابات أمطارها للخليقة من دون منة.
الإمارات التي يهواها الناس هي القصيدة التي نثرها زايد الخير، طيب الله ثراه، واتبعه الأبناء البررة، بخير الجزاء، فبدت الإمارات كما هو النهر يذهب إلى الحقول كي يروي العطش، ويسقي الجذور، كي يملأ الحقل بفرح الطبيعة.
الإمارات التي يسخو الناس بولائهم لها تبدو في الوجود أيقونة، تعلم العالم كيف يكون للجمال معنى عندما يبرز في الكون براقاً مثل دانة في جوف الماء.
إنه الحب الإلهي ينمو في الأعطاف جنيناً، معافى، مشافى من الأدران، والأحزان، لأنه حب جاء من الفطرة، ولأنه حب نبت من غريزة الانتماء إلى الكون من دون نظريات، ولا أجندات، ولا مفاصل متفرقة في وجدان الموهومين بالتميز عن الآخر.
حب الإمارات واحة غافتها الوصل، ونخلتها فضيلة العشاق.