علي مبخوت أفضل من الطلياني، وهذا ليس كلامي، ولكنه صادر على لسان الشيخ فيصل بن خالد القاسمي مكتشف الطلياني، والذي نقله من ملاعب الكرة الطائرة إلى المستطيل الأخضر، ليقدم لنا أحد أفضل من أنجبت كرة القدم في الإمارات بل والخليج، ولا بد أن نتأمل في هذه الكلمات جيداً، ونفكر ملياً، ونعقد مقارنة تاريخية بين ماضٍ عاصرناه وحاضر نعيشه وما سيليه من مستقبل، أيهما الأفضل؟.
الشيخ فيصل بن خالد القاسمي لا يتكلم كثيراً، ولكنه عندما يظهر لا بد أن يكون لكلماته صدى مؤثر، وهو القطب الرياضي الذي كان أحد أبرز رجالات فترة التأسيس في تاريخ الرياضة الإماراتية، بصماته لا تزال محفورة وخطوات أقدامه ظاهرة في نادي الشعب سابقاً والذي اندمج قبل أكثر من عام مع الشارقة، كما كان نائباً لرئيس اتحاد الكرة، ووزيراً للشباب والرياضة في زمن مضى.
اليوم هو خارج الدائرة، ولكنه يتابعها بشغف المحب، وله أطروحاته الخاصة ونظرته الفلسفية التي كثيراً ما أثبتت صوابها، وعندما يقول إن مبخوت أفضل مهاجم في تاريخ كرة الإمارات وإنه تجاوز الطلياني الذي يعتبره بمنزلة الابن المدلل له شخصياً، فهو يعزو ذلك لأفضلية تواجد مبخوت في عصر الاحتراف، والأرقام القياسية الكبيرة التي حطمها ولا يزال المشوار أمامه لإضافة المزيد.
لا أعتقد أن هناك من هو أسعد بالذي يحققه علي مبخوت من أرقام شخصية أكثر من الرعيل الأول من مهاجمي كرة الإمارات، أمثال فهد خميس والطلياني وعبدالعزيز محمد، فهذا النجم هو امتداد لهم، وقد عانت كرة الإمارات كثيراً في فترات سابقة من غياب اللاعب القناص، حتى ظهر مبخوت ليقلب الطاولة، وليضع أمامه أهدافاً ليس لها حدود، فهو يقترب بالتدريج من عرش هدافي الدوري الإماراتي تاريخياً، ويتجاوز المراكز بسرعة فائقة، وهو صاحب الرقم القياسي للأهداف تاريخياً في موسم واحد برصيد 33 هدفاً.
لن تنسى كرة الإمارات ما قدمه عدنان الطلياني طوال مشواره كلاعب، وسيظل أحد أبرز من مر عبر تاريخها، فقد كفى ووفى، وسلم الراية إلى من جاءوا بعده، أما اليوم فهو زمن مبخوت، المهاجم الشاب الذي تعلق الإمارات عليه آمالاً كبيرة في المحافل القادمة، وأبرزها كأس آسيا التي تستضيفها الدولة مطلع العام القادم، لعل وعسى يكمل مع زملائه ما لم ينجزه الطلياني ورفاقه قبل 22 عاماً، في شتاء 1996 وذكرياته الرائعة، لم يعكر صفوها سوى ركلات ترجيحية وفرصة ضائعة.