ببريق المحبة، الأصيل في الأصايل يزهر ويزدهر في هالة مهابة، ونعيم القيم وأخلاق النبلاء، وإطلالة النجباء، يشرق اللجين عالي الجبين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في فضاء مدرسة الأصايل، هُناك بين مهج العفوية وأحلام البراءة يتوسط سموه الطفولة، ويفرد جناح المودة، وينثر ابتسامته المعهودة، كما هو الشذا في بساتين الحياة، ويستمع إلى حفيف الأوراق المنداة بقطرات الفرح، وينصت إلى الزهور، وهي تسكب عبير الثغور اللدنة.
زيارة عبرت عن شوق المحيطات إلى السواحل، وتوق الأشجار الوارفة إلى العصافير، ومهارة القيم العالية، وهي ترتب وجدان الناس الأنقياء، وهم يشذبون المعاني بمذاهب من عشقوا الحياة، وطوقوها بقلائد من ذهب القلوب التي لا يجف معينها، ولا يكف وميضها، ولا يخف عطاؤها، وبرغم كل ما يملأ قلبه من هموم الوطن، وأغراض السياسة، فهو حاضر في الموقف، هو متناغم في الحدث، والتواصل شيمته وقيمته، ونخوته.
وكأنَّ هذا القائد وظيفته توزيع الفرح في أفئدة الناس، وتأثيث وجدانهم بالآمال العريضة، والطموحات واسعة الحدقات.
رأيت وجوه صغار بناتنا وهن مشرقات، يانعات، مزدهرات، بابتسامات أشبه بأكمام الورود، هي تفتح وريقاتها في ربيع الحياة، رأيت ذاك النصوع ينشر مداه على صفحات موجات صغيرة، وشوشت ضمائرها الغضة، بأحلام ما بعد الزيارة، فكل طفلة كانت تتهيأ لبث الخبر السعيد لأمها التي سوف تستقبلها، وتقلها إلى البيت، كل طفلة رفعت حقيبتها المدرسية على كتفها الصغير، وهي مفعمة بمشاعر لا توصفها قصائد ولا روايات، لأنها تحكي عن زيارة القائد المتوّج بأخلاق النجوم، وأحلام الطير.
كل طفلة سوف ترتل هذه الكلمات الهامسة التي فاه بها سموه في سجل ذكرياتها وعداً سوف تصبح الصغيرات أمهات، وعاملات في ميادين الشرف، وسوف يفتحن دفاتر الحياة، ويتحدثن لأبنائهن، عن زيارة ميمونة حدثت في يوم من التاريخ العظيم لبلد عظيم، يقود مسيرته رجل عظيم.
هذه الزيارة عبرت أنهر حياة هؤلاء الصغيرات، ونسجت قماشة أفكارهن من حرير، خيوطه أهداب ظللت العيون، وهي تشع بلمع الامتنان لقائد لم ينس أبناءه وبناته، برغم كل الأعباء المعلقة على كاهله، فهو دائماً في قلب الحدث الإنساني، كما هي الأنهار تجود بفضيلة العطاء، بنقاء السريرة، وصفاء السجية.