أمس، احتفلنا بطول المسافة من هنا إلى مانشستر في إنجلترا، بمرور عشر سنوات على انتقال «مان سيتي» إلى عالم أبوظبي.. إلى واقعه الجديد، حيث أصبح قمراً بالفعل، بإمكانه أن يضيء وأن يباهي، وأن يسعد كل سكان المدينة، الذين عاشوا عقوداً ليس لديهم سوى حكايات ولت، يتمسكون بها ويروونها لأبنائهم، خشية أن تندثر، حتى كان قرار سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بشراء النادي، في الأول من سبتمبر عام 2008، ومن يومها تبدل الحال، وبات «القمر السماوي» اسماً عالمياً، يتيه باثنتى عشرة بطولة جمعها في أعوامه العشر، منها ثلاث بطولات للدوري الأقوى في العالم، وهي مجموع البطولات التي حققها على مدار عمره الممتد منذ التأسيس، حتى عرف طريقه إلى أبوظبي، والبالغ 128 عاماً.
ما أسهل أن أركن إلى الأرقام، وأدلل بارتفاع الدخل السنوي للنادي من 27 مليون دولار عام 2008 إلى 575 مليوناً الآن، أو ارتفاع قيمته السوقية لتصل إلى أكثر من 2 مليار ونصف المليار، أو أعداد متابعيه الذين زادوا على 50 مليوناً، لكن الأهم من تلك الأرقام، هي معادلة النجاح المبهر ومن رعاها ومن وقف خلفها.. الأهم نوافذ الفرحة التي امتدت يد أبوظبي لتفتحها في كل بيت هناك في مانشستر، والأهم أيضاً تلك المكاسب التي لا تقدر بثمن، والتي جعلت من الإمارات وجهة وعنواناً للنجاح.. الأهم أن تراهن وأنت تعلم جيداً ماذا بإمكانك أن تفعل.
كان «مان سيتي» البداية لإمبراطورية كروية رسمت أبوظبي خريطتها الخاصة، تحمل اسم «سيتي جروب» سواء في إنجلترا أو أميركا وأستراليا والصين واليابان وسنغافورة، تمضي على نهج واحد.. تشرق بشمس أبوظبي، وتحمل رسالتها إلى العالم.
في مناسبة العيد العاشر لمانشستر الظبياني، تحدث معالي خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة النادي.. قال الكثير من المعاني الرائعة والمبهجة، لكن ما استوقفني فيها وصفه لرؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الثاقبة وثقة سموه في مواجهة المشككين، والتواضع في لحظات المجد، والوفاء لمن اقتسم معهم الأمل في رحلة الصعود إلى القمة.
أن يكون لك كيان خارج حدودك، ينتمي إليك، يحتاج إلى وقت ما قبل أن تتبلور مشاعرك تجاهه بشكل كامل.. قبل أن تقفز دونما وعي من أجله أو تسأل عنه بإلحاح.. كنا كذلك في البداية، لكننا بعد عشر سنوات، تجاوزنا هذه النقطة، وتجاوزوها معنا، وبنى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بعبقرية وإلهام فريد، جسراً مضيئاً وشعبياً للتواصل بيننا وبين إنجلترا.. لم يصنعه فقط بالمال وإنما بالحب.. أهداهم في مانشستر فرحة، جعلت عنوان أبوظبي في القلوب.

** كلمة أخيرة:
احتفلوا بالقمر السماوي فهو يستحق ونحن أيضاً.. وامتنوا لمن أيقظ الأحلام واحتفى بالحياة