العلاقة القديمة بين الكيان القطري والحوثيين ومستوى التآمر بينهما على حياة اليمنيين ومصيرهم، لا تحتاج دليلاً إضافياً، مثلما هو الأمر في خضوع الدوحة لطهران، بكل ما تعنيه الانتهازية السياسية من وضوح وخيبة.
وحين ينتشر الآن فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، يعود إلى العام 2012، تحرض فيه الاستخبارات القطرية الحوثيين على رفض المبادرة الخليجية لحلّ الأزمة اليمنية، فهو يؤكد المؤكّد ليس أكثر، فما من خراب في العالم العربي إلا وكان لتنظيم الحمدين يد آثمة فيه.
بعد هذه السنوات شديدة المرارة التي دعمت فيها الدوحة الإرهاب، ولَم يردعها أي وازع في التحالف مع عصابة «الإخوان المسلمين»، وميليشيا الحوثي، وباتت قاعدة خدمات صغيرة لإيران ومشاريعها في المنطقة، وكل ذلك في العلن، فيما ينفث إعلامها أكاذيبه تجاه الإمارات والسعودية، ودول عربية أخرى، ثم يُمكن بعد كل هذه المرارة أن يُقال إنّ تنظيم الحمدين يُدير «دولة عربية إسلامية»، إذ لا بدّ من دليل واحد على أنها كذلك.
من حقنا كشعوب عربية أن نسأل عن علاقة طبيعية واحدة بين قطر وأية دولة عربية، مع حرصها طبعاً على أوثق الصلات مع «الإخوان المسلمين» أينما وُجدوا، ومع أشباههم من البؤر السود.
من حقنا أن نسأل عن عبثها في أمن جيرانها، ودعمها الإرهاب في مصر وليبيا واليمن، وفي غير مكان في عالمنا العربي، ثم هل ثمة من دور عروبي واحد للكيان القطري؟!
ومن حقنا كمسلمين، نعرف إسلاماً سمحاً معتدلاً، أن نسأل عن نسخة «الإسلام القطري» المليئة بالخطايا، والمكتظة بجثث الأبرياء، النسخة التي تحضّ على المذهبيات والإرهاب والموت، وتسخر أموال الشعب القطري لتدمير البلاد والعباد. من حقنا أن نسأل أي «إسلام قطري» هذا الذي يمنع حجاج بيت الله الحرام من أداء فريضتهم؟!
لم يسبق لدولة عربية أن أضمرت هذا الشر لأمتها، وترجمته في مؤمرات ودمار، مثلما اقترفت قطر، ولا تزال تظن أن بمقدورها النجاة بالكذب والتلفيق الإعلامي المريض. لذلك، فإن مكافحة تنظيم الحمدين باتت واجباً عربياً إسلامياً، كما تكافح الكوارث والأوبئة، فنحن نتعامل مع عدو صريح يعيش في البيت العربي، ومن المصلحة العاجلة طرد هذا التنظيم من مؤسسات العمل العربي والإسلامي كافة، فتتحمّل الأمّتان مسؤوليتهما تجاه الشعوب وحياتها وأمنها ومستقبلها.. وهذا أقلّ ما يمكن.