* «بصراحة.. يعجبني الغربيون، فهم دائماً يسعون نحو مواهبهم التي يسمونها «هدايا الرب»، وكثيراً ما يتركون تخصصهم الدراسي ليخلصوا للموهبة التي يتمتعون بها أو الهواية التي يحبونها، وتجدهم يطورونها ويدعمونها بالمعرفة، ويعمقونها بالتجربة والاختلاط بالمهنيين المتخصصين فيها، نحن العرب تجد الواحد لا يحب الرياضيات، ويصرّ أهله أن يتخصص تجارة ومحاسبة «عين شمس»، تكون لديه موهبة فنية، فيحاول المجتمع أن يطمسها، ويظل الأهل يعيرونه بها، حتى ينساها أو تتخلى هي عنه، ولا تنفع دراسته إلا بالعمل مراقباً في البلدية، شوفوا حتى لو الواحد من الغربيين يعمل بعد الظهر «دي جي»، ستجده يطور من موهبته، وإن استطاع أن يجعلها مهنته فلن يتوانى، وسينمي مهاراته فيها كل يوم، وسيطلع على كل جديد يخصها، وقد تطبع شخصيته بهذه المهنة الفنية، نحن العرب إذا ما واحد تبرع وعمل بعد فترة الظهيرة «دي جي»، ربما لن يقبل الناس منه صلاته، ولا يعتدون بقسمه، ولن يعضّده المجتمع في أن ينمي موهبته كما ينبغي، وسيظل عالقاً على أغنية: «عادك إلا صغير»، ويوم ما يريد يغير، بتلقاه يحوم عدال «دا دان حضرمي قديييييم»، وهكذا يظل الـ«دي جي» العربي يعاني في حياته، في حين الـ«دي جي» الغربي تطور، وتسيد منصة المسرح، ونجح في الحياة»!
* «مسكين.. هذا الفنان المغربي الجميل، والموهوب، والناجح بكل المقاييس الجماهيرية العربية «سعد لمجرد»، هذا الفنان المظلوم أو الظالم لنفسه، بقدر ما رفعته وسائل التواصل الاجتماعي، بقدر ما خرّبت بيته، وشوهت سمعته، وكل يوم تدخله في نشبة، ومصائب من العيار الثقيل، أقل واحدة فيها عشر سنوات حبس، غير القيد الحديدي الذي يراقب حركاته وسكناته، ومحكوم أن يبقى في فرنسا إلى ما شاء الله، وكل ميل يخطوه في الحياة محسوب عليه، هل يعقل أن تكون المنافسة الفنية بهذه الشراسة والقبح والعدوانية؟ بحيث يمد له «الأعدقاء» حبلاً يعرفونه أنه مغر له، فيتركونه له على الغارب حتى يقع في شر أعماله، لتبدأ بعدها معاول الهدم والحط منه والانقضاض على حياته الاجتماعية، ليظل عائشاً في تلك الدوامة الدخانية التي لا تنتهي، ورهين ذلك المحبس الإلكتروني الذي في القدم، فمن ينقذ هذا الفنان الجميل من براثن العدائية الإلكترونية، ومن نفسه غير اللوّامة؟.
ميزة الفنان الغربي إن نجح حاط نفسه بشركة خاصة تضم محامين ومحاسبين وحراساً مخلصين، ومدربين رياضيين، وخبراء تغذية وفنون لباقة، ومعلمين ذوي دراية ومعارف متعددة، ومدبرات لمنزله، وقليلاً من الأصدقاء، نحن الفنان عندنا أول ما ينجح يستدعي كل أصدقائه ومعارفه من تلك الحارة البائسة، ويدخلهم في نعيم الحياة، ويشعرون بطعمها الحلو، ويعرفون النظافة، لكنهم لا يغادرون وسخ تلك الحارة، فيجرّون لهاويتها ذلك الفنان الذي حاول أن يفرحهم، ويفرح معهم وبهم»!