يطل علينا اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على الجميع باليمن والخير والبركات، مناسبة جليلة نستذكر معها كل قيم التضحية والإيثار والعطاء التي تحملها، وتسمو بها العقول النيرة، وهي تتأمل وتتدبر في هذه المعاني السامية للعيد، وما يحمل من طاعات وبر وحرص على إسعاد الجميع وإشراكهم فرحة العيد التي تجمع القريب والبعيد.
استقبال الإمارات للعيد هذا العام، حمل أبعاداً زاهية، فقد تزامن مع احتفاء البلاد باليوم العالمي الإنساني، وهي تمضي بقوة وثبات على ذات النهج الخير الذي رسمه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي ترجمته الإمارات- كعادتها دائماً- بالأفعال والمواقف النبيلة الأصيلة، وهي تطلق حملة إنسانية بتوجيهات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لإغاثة المنكوبين من جراء الفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة من ولاية كيرلا الهندية مؤخراً، وتسببت في وفاة العشرات وتشريد مئات الآلاف من السكان الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم، وتتهددهم الأمراض والأوبئة ونقص الطعام في الولاية التي تربطنا بها علاقات قديمة ضاربة الجذور في التاريخ. والمقيمون من أبنائها في الدولة جزء من قصة نجاح الإمارات، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وسموه يحث الجميع لمساعدة ضحايا الفيضانات الضخمة التي تعد الأعنف خلال قرن، قائلاً«مع استعداداتنا لعيد الأضحى المبارك لا ننسى مد يد العون لإخوتنا في الهند، شعب الإمارات والجالية الهندية سيكونون يداً واحدة لإغاثة المتضررين».
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «نقف متكاتفين لإغاثة مواطني كيرلا الهندية التي تأثرت بالفيضانات الجارفة، الإمارات ستبقى أرض محبة وسلام ومنارة خير للبشرية جمعاء»، وأكد سموه أن اليوم العالمي الإنساني مناسبة «نستحضر الإرث الإنساني الزاخر للدولة وقيمها، عمل الخير نهجنا ومن قيمنا وثوابتنا».
وذات المفهوم النبيل في العطاء يتجلى بالحرص على إدخال فرحة العيد إلى قلوب الجميع، فالعيد فرحة وبهجة ومحبة، ودعانا ديننا السمح لإسعاد الناس من دون تمييز، هكذا تعلمنا وعليه تربينا. وعيدكم مبارك و«من العايدين الفايزين»، وعساكم من عواده.