أولت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي اهتماماً خاصاً بالمعارض الاستهلاكية والتجارية ومعارض الأسواق وبيع المنتجات التي تقام بين الفينة والأخرى في الضواحي والعديد من مدن الإمارة، خاصة قبيل المواسم الكبيرة مثل عيدي الفطر والأضحى والعودة إلى المدارس، وغيرها من المناسبات التي يتفنن في اختيارها منظمو هذه المعارض.
وأصدرت الدائرة دليلاً إرشادياً متاحاً على موقعها، يهدف إلى جانب استقطاب المزيد من المعارض الاستهلاكية العمل على الارتقاء بمستوياتها وما يعرض فيها. خاصة وأنه يتكامل مع العديد من الجهات الحكومية المعنية بإصدار الموافقات الرسمية للفعاليات المتنوعة التي تشهدها عاصمتنا الحبيبة ومختلف مناطق ومدن إمارة أبوظبي.
وعلى الرغم من تعدد هذه الجهات المعنية، وتشعب مهامها واختصاصاتها، إلا أن وجود منصة واحدة للتصريح بالفعاليات يصب في المسار ذاته الذي تحرص عليه الدائرة لتشجيع إقامة المعارض والفعاليات، بتبسيط إجراءات تنظيمها واستضافتها، وفي إطار جهودها المتواصلة لدعم الاقتصاد الوطني، وتحفيز المزيد من رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، وبما يواكب خطط ومبادرات الإمارة لتطوير اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.
معارض الخيام، وبالذات في الضواحي، تلقى إقبالاً من شرائح واسعة لاعتبارات عدة، لعل في مقدمتها سهولة الوصول إليها، وتوافر المواقف المجانية والأسعار المناسبة لما يعرض فيها وحتى الألعاب والمرافق الترفيهية المتاحة فيها، وهي تلبية احتياجات فئات من المستهلكين بعيداً عن الغلاء غير المبرر لسلع مثيلة لها أو قريبة منها، خاصة في معارض «المولات» أو أرض المعارض، حيث يبرر المشاركون فيها الأمر بارتفاع الإيجارات والالتزامات المترتبة عليهم، وبالتالي ينعكس الأمر تلقائياً على المستهلك.
ننظر لهذا الاهتمام من قبل الدائرة باعتباره عامل دعم وتحفيز لهذا النوع من المعارض التي يمكننا اعتبارها شعبية لاتساع قاعدة المستفيدين منها والمقبلين عليها، وباعتباره جهداً متقدماً للدائرة، وهي تسعى لتبسيط الإجراءات والاشتراطات، مع المحافظة على الهدف الرئيس، وهو إسعاد هذه الشريحة من المستهلكين بتوفير متطلباتها واحتياجاتها الموسمية، في أجواء بهيجة، وبأسعار معقولة من دون تفريط باشتراطات السلامة في تلك الخيام. والحرص في الوقت ذاته على تنظيم إقامتها بصورة لا تتضارب مع فعاليات مماثلة، بحيث تتيح للجميع فرصاً متساوية للترويج والاستفادة المتبادلة من إقامة هذه المعارض.
المعارض بأنواعها دليل حيوية الاقتصاد، وأصبحت اليوم صناعة قائمة بحد ذاتها، تتطلب من جميع الجهات الرعاية والاهتمام والدعم لما فيه الصالح العام.