اليوم يدخل حيز التنفيذ قرار شرطة أبوظبي إلغاء هامش السرعة أثناء القيادة على الطرقات الداخلية والخارجية في الإمارة، والالتزام بالسرعات المحددة، وهي خطوة لم تتخذ إلا بعد دراسات وافية وشاملة ولأجل المصلحة العامة، كما تعودنا دائماً من مختلف الجهات والدوائر الحكومية التي تتحرك وتعمل وفق رؤية قيادتنا الرشيدة، وبما يسعد الإنسان، ويرتقي بمستواه، ويصون حياته.
لا أعتقد أن مجتمعاً انشغل بقضية السرعات والمخالفات المرورية كمجتمعاتنا في هذه المنطقة، وذلك بسبب خصائص متداخلة عدة، أفرزت ظواهر وسلوكيات في التعامل مع المركبة والطريق وقضايا السلامة المرورية. ويبرز أمام المتابع أو المراقب التساؤل المتعلق بإشكالية الالتزام باللوائح والقوانين والسرعات المحددة، والنظرة لأجهزة رصد المخالفات و«الرادار» بهذه العدائية، بينما تَبَنِّي السلوكيات والممارسات المسؤولة، يجنب صاحبه أي احتكاك بتلك الأجهزة وما تجلب.
البعض يصر على نظرته للغرامات المالية المتحصلة من المخالفات المرورية بأنها لتعزيز موارد الإدارات الشرطية المعنية، وهي نظرة أبعد ما تكون عن الواقع، والدليل رصد تلك الدوائر والجهات عشرات الملايين من الدراهم المتوافرة لديها من بعض الفعاليات، وفي مقدمتها مزادات الأرقام المميزة، لمصلحة مراكز علاج أصحاب الهمم من تسببت الحوادث المرورية الناجمة عن السرعة في جعلهم أسرى الأسرّة والكراسي المتحركة.
كما أن أنصع دليل أمامنا بأن عائدات الغرامات المالية الخاصة بالمخالفات لم تكن في يوم من الأيام غاية دوائر الدولة، ما نراه اليوم من إعفاءات بملايين الدراهم لمخالفي قوانين الإقامة، المستفيدين من قرار مجلس الوزراء الموقر، في إطار مبادرة «احم نفسك بتعديل وضعك»، وتؤكد حرص الدولة على تعزيز أركان المجتمع السليم، القائم على سلامة الوضع القانوني لكل من فيه.
قرار إلغاء هامش السرعة على طرق أبوظبي يجب أن ننظر إليه من جانبه الإيجابي، بتعزيز السلامة المرورية، وتكريس ثقافة احترام القانون.
وإذا كانت هناك من ملاحظة تساعد شرطة أبوظبي والجمهور على إنجاح الخطوة فهي ضرورة تصحيح الوضع الحالي على بعض الطرق الرئيسة، وبالذات الممتدة من الجزيرة نحو خارجها، وباتجاه الضواحي الجديدة، وتتعلق بتباين السرعة المحددة على الطريق الواحد، بصورة تربك السائق الذي يجد نفسه يوزع تركيزه بين الطريق ولوحات السرعات المحددة.
ومع تقديرنا للجهود المبذولة للتذكير بتغيير السرعات عبر اللوحات الذكية التي انتشرت على الكثير من طرق أبوظبي الخارجية والداخلية، نتمنى السلامة للجميع.