ألزمت بعض دول جنوب شرق آسيا المحاذية لما يطلق عليه «المثلث الذهبي» شركات الطيران القادمة لها ومع بدء عملية الهبوط، بإطلاق تذكير للركاب بأن عقوبة تهريب المخدرات إلى أراضيها هي الإعدام.
كما كانت هذه التحذيرات ممهورة على بطاقات البيانات التي يقدمها كل مسافر. دون اكتراث بأصوات المتاجرين بحقوق الإنسان في المنظمات التي اتخذت من الأمر وسيلة للابتزاز والمتاجرة.
العقوبات الرادعة والمغلظة والمشددة من أهم الأدوات الضرورية جداً لحماية المجتمعات من آفة قاتلة ومدمرة، ولردع القتلة الذين يستهدفون أغلى ثروة للأمم والشعوب شبابها.
هناك خيط رفيع ولكنه متين يربط بين الإرهاب وتجارة المخدرات، الفريقان يشتركان في هدف واحد تقويض المجتمعات وتدميرها، كما أن الأول يقتات من عائدات هذه التجارة، وازدهار كلا الاثنين متلازم.
قبل أيام ذكرنا البرنامج الوطني الإماراتي للوقاية من المخدرات «سراج» بأرقام صادمة عن هذه الآفة والإدمان عليها، والتي وصفها البرنامج بأنها من أكثر التهديدات التي تواجه العالم الذي يضم 271 مليون متعاط للآفة التي تقتل أكثر من الحروب، حيث تحصد سنوياً ما لا يقل عن 585 ألف شخص، ناهيك عن ضحايا العديد من الأمراض الفتاكة التي ترتبط بحقن المدمنين فهناك نحو 6 ملايين مصاب بالكبد الوبائي ونصف مليون إصابة بالأيدز.
الخُطبَة الموحدة في مساجد الدولة يوم الجمعة الماضي خصصت لهذا الموضوع المهم للغاية، ولتذكير الجميع بمسؤولياته للتصدي لآفة مدمرة لأي مجتمع تنتشر فيه. وقد كانت بعنوان «النفس أمانة.. والمخدرات مهلكة»، في إطار المرحلة الثالثة من مبادرة «بلادنا أمانة» التي أطلقتها «الداخلية» عبر مجلس الإمارات لمكافحة المخدرات وتستمر أسبوعاً لتشجيع المتعاطين على الإقلاع عن المخدرات وتفعيل دور المجتمع في التعاون مع المتعاطين لمنحهم فرصة العودة، والاستفادة من التعديلات التي أدُخلت على القانون مؤخراً لاستعادة من وقعوا في براثن الإدمان.
وهناك جهد متميز وعظيم للمركز الوطني للتأهيل، لعلاج من قادتهم الظروف لطريق الإدمان والدمار، علاج يتم بكل سرية وكفاءة عالية من منظور استعادة شاب يمكن أن يعود منتجاً مفيداً لأهله ومجتمعه ووطنه.
نعود لنقول إن كل هذه الجهود العظيمة يجب أن تتعزز بتنفيذ عقوبة الإعدام الرادعة لتجار المخدرات الذين نرى إصرارهم على إغراق بلادنا بالمخدرات واستهداف شبابنا، ودون ذلك سيتواصل الاستهداف مع تقديرنا واعتزازنا الكبير بدور العيون الساهرة لرجال المكافحة.