لا أعتقد أن هناك اثنين يمكن أن يختلفا حول مدى عمق العلاقات المصرية الإماراتية، ليس الآن بل منذ تأسيس دولة الإمارات أوائل سبعينيات القرن الماضي.. هي علاقة أخوة وترابط ومحبة وتواصل وتفاهم، حتى ما قبل قيام الاتحاد، وهناك آلاف الشواهد والأمثلة على حب الإمارات لمصر، وحب المصريين للإمارات، ولا ننسى أن الإمارات هي المستثمر الأول في «أم الدنيا»، ولها مشاريع بعشرات المليارات، وقدمت الكثير لدعم الاقتصاد المصري، وطموحات شباب مصر، وأختصر نظرة الإمارات لمصر، بما قاله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حين قال: «إن ما تقوم به الإمارات نحو مصر، هو نقطة ماء في بحر ما قامت به مصر نحو العرب».
لهذا ليس غريباً أن يكون هناك ماراثون سنوي إماراتي في مصر، يحمل اسم «ماراثون زايد الخير»، لأن اسم الإمارات ارتبط بالشيخ زايد، واسم الشيخ زايد ارتبط بالخير، وفي كل مرة أتابع المهرجان، ولا أقول السباق، أشعر أن إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في أيدٍ أمينة، أيدي أبنائه من بعده، وهم المحبون لمصر مثل حب أبيهم لها، وأعتقد أننا نشهد أزهى عصور الود والمحبة والتعاون بين البلدين حالياً.
من يتابع الماراثون، سيجد أنه كرنفال محبة وخير، أكثر منه فعالية رياضية يركض فيها الناس سعياً وراء جائزة أو ميدالية.
من يرى محبة المصريين للإماراتيين يلمس، كم كان زرع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في قلوبهم عميقاً ذا جذور، لا يمكن لأي ريح أن تنزعها، أو حتى تهدد ثباتها في الأرض، وبعد الماراثون سيكون السوبر المصري على الأرض الإماراتية، في تجسيد آخر لعمق العلاقات بين البلدين، وكم أتمنى أن تكون العلاقات العربية العربية، بمثل قوة ومتانة العلاقات المصرية الإماراتية، وهي لا شك قائمة بين بعض الدول، ولكني أتمنى أن تنتشر بين الجميع، في زمن التسامح الذي أعلنته دولة الإمارات، وقبله زمن زايد الخير، وبعده زمن راشد الذي سينطلق مع انطلاق العام الجديد 2020.
وبما أن هذه المقالة هي آخر مقالة لي في 2019، لهذا أتمنى لكم جميعاً وللإمارات التي أعيش فيها، كواحد من أهلها، كل السعادة والخير والأمن والأمان وراحة البال.