بكل الفخر والاعتزاز تحل الإمارات، وللعام السادس على التوالي، كإحدى أكبر دول العالم منحاً للمساعدات الخارجية بعد أن تجاوزت قيمة مساعداتها ما نسبته 0.7 في المئة من إجمالي الناتج القومي الإجمالي، بحسب توصيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فقد بلغت نسبة المساعدات الإماراتية 0.93 في المئة من ذلك الإجمالي.
قدمت «بلاد زايد الخير» في العام 2018 مساعدات خارجية، تجاوزت 28.5 مليار درهم (7.79 مليار دولار أميركي) في العام الماضي 2018، شملت 42 بلداً حول العالم من البلدان الشقيقة والصديقة، بما فيها 14 بلداً من البلدان الأقل نمواً في العالم، بحسب تقرير وزارة الخارجية والتعاون الدولي الصادر أمس الأول، والذي تحرص الوزارة على إصداره سنوياً في إطار التزامها «بالمعايير الدولية المتعلقة بالإعلان عن بيانات المساعدات الخارجية للدول المانحة».
تُعبّر المساعدات الإماراتية للأشقاء والأصدقاء في المقام الأول عن التزام ثابت ونهج أصيل رسمه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن تكون الإمارات دائماً سنداً للشقيق والصديق ونشر الخير وإعلاء قيم المحبة والسلام في العالم دون تمييز للون أو عرق أو معتقد، وهو النهج الذي تمضي عليه قيادتنا الرشيدة.
كما تتميز المساعدات الإماراتية بالعمل على تعزيز استقرار وازدهار المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال الحرص على فتح أبواب الأمل بمستقبل أفضل للملايين من الشباب في العديد من المجتمعات الهشة، وذلك بإتاحة فرص العمل في المشروعات المنفذة إلى جانب إكساب هذه الفئات المهارات العلمية والعملية والحياتية.
في أقصى بقعة شرق الأرض على سبيل المثال، هناك في جزر فونافوتي الأكثر اكتظاظاً بالسكان في توفالو المتناثرة في المحيط الهادي يضيء نور الإمارات حياة مئات الأسر الفقيرة، وترسم الحياة من جديد في مجتمعات يستوطنها الفقر والمرض والجهل في أفريقيا وآسيا غيرها من المناطق التي تعاني من تدني وتردي المستويات المعيشية وغياب البنى التحتية والمرافق والخدمات الأساسية للعيش الكريم، وتعاني من تفشي الأمراض والأوبئة جراء ذلك.
ولعل ما قدمته الإمارات لأهلنا في اليمن وكذلك في أفغانستان من صور ملحمة العطاء الإماراتية الناصعة، حيث قدمت معه ما هو أغلى من قيمة تلك المساعدات، دماء شهدائها الأبرار الذين خلدهم التاريخ باعتبارهم شهداء الإنسانية. حفظ الله الإمارات منارة للعطاء وسنداً للخير.