- البشكارات إذا جاء رمضان ولّا «كريسماس»، تظهر أعواق الدنيا فيهن، واللاتي كتبن في سجلاتهن أنهن غير متزوجات لكسب فرصة العمل هنا، فجأة يظهر للواحدة منهن ولد، ومريض، والأب القاسي يرفض أن يدفع له ثمن الدواء، وتركه عند أمها الكبيرة والعمياء، ويهددها بالطلاق، وبينما عائد ليلاً على دراجته النارية صدمته سيارة مسرعة، وهو ينازع في المستشفى الآن، واعترف أثناء التخدير أن له زوجة ثانية، ولديه منها بنتان إلى آخر الفيلم الفلبيني غير الشيق، والأمر نفسه بالنسبة للإندونيسيات قبل رمضان، حيث يعرفن مدى حاجة ربات البيوت لهن في هذا الشهر الذي لا تنطفئ ناره، فتمرض، وتظل تقبض على خواصرها، وتشكو من لوعة الكبد، فتجفل عين ربة البيت، وتظل تطالع الزوج المسكين بالعين الأخرى شكاً وريبة، فتتحول ربة البيت من الحرص على بقاء الشغالة، والتمسك بها إلى هواجس ظنونها تجاه زوجها، فيصبح شغلها الشاغل الاطمئنان على صحة شغالتها بالمراجعات من عيادة لعيادة، وحين تظهر النتائج تكون ربة البيت قد عافت الدنيا، وكرهت شغالتها، وما عادت تطيق رؤيتها في البيت، وهذا الذي تريده الشغالة من الأساس للانتقال إلى بيت جديد فيه إغراء أكثر، وطبخ أقل!
- النساء غير متسامحات، رغم أننا في «عام التسامح»، خاصة حين تقول لها: إنني سأسهر مع أصدقاء مسيحيين في عيد الميلاد، وأفرح معهم في تلك الليلة، فتكشر عن أنيابها، ولا تظهر وداً لك، ولا تسامحاً معهم، لأنها ستعتقد حتماً أن هناك مشروعاً لخراب بيتها العامر، وتتحول فجأة لطريحة العشق الإلهي رابعة العدوية أو ستقرص عيالها واحداً.. واحداً ليبكوا ويتباكوا من أجل الذهاب بهم إلى العزبة في عز هذا البرد، فتدرك السياسة الخارجية لوزيرة الداخلية، بالتعاون مع جحافلها الباكية، ولا يصيبك من «كريسماس» إلا وهج النيران في ذاك «السيح الخلي»، وتنشق الدخان، ومعافد أشباح الليل من الإنس والجان، في حين النَّاس المتسامحة بقيت سهرانة، وطربانة، «لا.. وبالباجر اتصلوا يغايرونك ويعايرونك»!
- يعني بصراحة «كريسماس» و«شاي كرك» ما يصير، وإلا البر والمزيون، وإلا خلوا الشقراء عليها يلالها.