كثير من الدول تتخذ عبارة جامعة مانعة بعد تشاور جمعي، وعصف ذهني لمختلف فئات المجتمع، وكبار مفكريه وفنانيه وسياسييه، مثلما فعلت بريطانيا بشعارها المشهور «Great Britain» أو سنغافورة «Passion Made possible»، بعض الدول لعبت على أشهر موجوداتها من نبات أو حيوان، وسوّقتها بطريقة ذكية حتى أصبحت شعاراً مرتبطاً بالوطن، وغدت صناعة تدر الملايين من خلال ترويجها التجاري، وتسويقها في بلدان العالم من خلال السياحة أو المشاركات الدولية في المحافل المختلفة، وبعضها اعتلى كمنتج وطني بأن اقترن بالعلم أو أصبح جزءاً منه، مثلما فعلت كندا باعتماد ورقة شجرة القيقب الأحمر، وأستراليا بتمجيد حيوانها المتفرد الكنغر، ونيوزيلندا بتخليد ورقة نبات السرخس الفضي، وغيرها من الدول مثل أميركا وشعار «أنكل سام» والعقاب الأصلع، وفرنسا رمزها الديك، وروما رمزها الضبعة المرضع.
الإمارات بمجهوداتها المتواصلة، وتطلعاتها المستقبلية في البناء والتواصل، واعتماد هوية مرئية لإعلامها، طرحت هذا العام ثلاثة شعارات مختلفة للتصويت الداخلي والخارجي بحيث يكافأ المشارك بزرع شجرة في أي بقعة من العالم، رمزاً للتواصل الحضاري، ومساهمة في تعمير الأرض وإدامة اخضرارها، الشعارات الثلاثة في العموم جميلة وتعبر عن جزء مهم من معطيات الإمارات ومكتسباتها، وهنا لا أريد التأثير على حق تصويت الآخرين أو إملاء فكرة مسبقة عليهم، فالناس أحرار كيف يقرؤون الشعارات، ومن حقهم اختيار ما يرونه من وجهة نظرهم هو الأصلح، لكن من باب المشاركة، ومن وجهة نظر شخصية تماماً، أرى أن نزاوج بين شعار النخلة رمز العطاء الذي لا ينقطع، والخير المستمر، وعنصر من عناصر هوية أرض الإمارات، وأجمل رموزها، وهو أمر عربي وإسلامي مشترك عبر التاريخ، وهي رسالة موجهة للعالم أجمع من خلال صورة معبرة، وبين كتابة اسم الإمارات بتلك الطريقة المبتكرة والمتواصلة والمترابطة مع بعضها، وهي رسالتنا للعالم العربي ولكل الناطقين بالعربية في العالم، كرسالة حروفية جميلة، وجزء من هويتنا المشتركة، ولغتنا الراقية، وحروفها المتناغمة، بقيت نقطة مهمة وهي اسم الإمارات باللغة الأجنبية المختصر، والذي سعينا طوال أربعين سنة ويزيد في صنعه وتسويقه للعالم، علينا أن أن نثبته بطريقة مبدعة هذه المرة، ليكون جزءاً من ذلك الشعار الذي نريده للهوية المرئية للإمارات، لذا علينا أن نضع «UAE» بلون أخضر وأحمر وأسود على خلفية بيضاء تحت خط الإمارات بالعربي، بدلاً من «The Emirates»، وبالتالي نسوق اسم الإمارات بحروفه الأجنبية المختصرة، مع إضفاء لمسة علم الإمارات من خلال الألوان.. والله من وراء القصد.