اختتمت في العاصمة أبوظبي، أمس الأول، أعمال المؤتمر الإقليمي رفيع المستوى حول «تمكين الشباب وتعزيز التسامح، التدابير العملية لمنع ومكافحة التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب»، والذي شاركت في تنظيمه وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومركز هداية.
كما شارك فيه 250 ممثلاً من 32 من الدول الأعضاء ودوائر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني.
استضافة الإمارات للمؤتمر، تعبر في المقام الأول عن انخراط الدولة بقوة في الجهد الدولي للتصدي لآفة الإرهاب، انخراط يعبر عن قناعة ورؤية إماراتية تعمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم، وما توليه من أولوية لمحاربة الإرهاب باعتباره لا يمثل خطراً على دولة أو منطقة فحسب بل على العالم أجمع، مهدداً الوجود الإنساني.
الجهد الإماراتي الذي تصدر جبهة الحرب العالمية على الإرهاب محل تقدير المجتمع الدولي، وعبر عنه خلال المؤتمر واللقاءات الثنائية فلاديمير فورونكوف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون مكافحة الإرهاب.
تقدير دولي لجهد إماراتي لافت اتخذ مبادرات عدة على صُعد مختلفة لم تقتصر على المقاربات الأمنية والعسكرية والاقتصادية لتجفيف منابع الإرهاب وتمويله واستئصال شأفته، بل ركز كذلك على الجوانب الفكرية والشق التوعوي القائم على التبصير والتثقيف.
حرص المؤتمر على استعراض قصص وتجارب نماذج شابة حاول الإرهاب والفكر المتطرف اغتيال أحلامها بمستقبل يليق بالإنسان، ولكنها تصدت لكل محاولاته القوية متماسكة لتبني حياتها من جديد.
وعندما نتحدث عن معركتنا على الجبهة الفكرية نتوقف بكل تقدير وإجلال للجهد الكبير الذي ينهض به مركز الإمارات للبحوث والدراسات من خلال مؤتمراته وملتقياته وندواته المتخصصة، ومؤلفات مديره العام سعادة الدكتور جمال سند السويدي وفي مقدمتها كتاب «السراب».
ومن واقع إيماننا وقناعتنا بالمعركة على هذه الجبهة نضم صوتنا لصوت الأزهر الشريف وهو يحذر من إتاحة كتب الآباء الروحيين للإرهاب من أمثال سيد قطب وأبي الأعلى المودودي على مواقع الأنترنت وبالذات موقع «أمازون»، فبمثل هذه الكتب تعمل الجماعات الإرهابية على استقطاب الأغرار للالتحاق بهم وتجنيدهم في حربهم العبثية التي تستهدف تقويض أمن واستقرار المجتمعات وسفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين والمستأمنين.
الحرب على الإرهاب جهد دولي كبير، وهي حرب بين الخير والشر وبين النور والظلام، لا مكان فيها للون الرمادي، بل وقفة على قلب رجل واحد للقضاء عليه.