- هي خميسيات لغوية بمناسبة يوم اللغة الأم العالمي، والتي أصبحت مهددة في كثير من مناطق العالم إن لم تعمل الضوابط والتحصينات من قبل الحكومات من أجل الحفاظ على اللغة وبالتالي الحفاظ على الهوية.
- إن أردنا تمكين الأجيال من اللغة العربية، فالدرس الأول، وبعده كلها تفاصيل، اجعلوا المنهج معرباً، ولتدرس العربية منذ الصفوف الأولى، والاعتناء بها من أجل الانتماء لها، مثلما يحدث في الدول المتقدمة في العالم مثل: أميركا وفرنسا وروسيا وألمانيا وكوريا والصين واليابان والهند، ومثلما يحدث في بعض الدول النامية.
- لا أدري من هو المسؤول عما كانت ووصلت إليه المناهج التعليمية؟ وكيف التخبط الذي أصبحنا فيه وعليه؟ لدينا دول مجاورة، ولها الظروف نفسها والتغييرات ذاتها لكنها لم تنجر في مسألة اللغة الأم العربية، ولا أصبحت مهدداً للهوية، لأن أول معاول الهدم تبدأ بذلك الوعاء الحضاري الذي يحفظ لنا كل شيء، والذي أصبح بفعل التراكم والتجارب الأولية وبفعل سيرورة التاريخ من أجمل الأوعية اللغوية وأغناها عند شعوب العالم.
- إذا ما غاب الحكماء في أمر، حلّ محلهم من يستخف بهم الهوى والهواء، وهؤلاء خفاف لا يصلحون في تقرير المسائل الكبيرة في المجتمعات الثقيلة.
- اليوم.. هناك عامل طارد ومنفّر من اللغة العربية، وعامل مستخف وجاهل بقيمة اللغة العربية، فالمنفّر هو المتمسك بتعليم قديم للغة، ويريد أن يسلمها لجيل عربي مختلف، فيفرض عليه حفظ الأجرومية، وألفية بن مالك، وقصائد لشعراء فقط لأنهم من العصر الإسلامي الأول، أخلاقياً هم ممتازون، لكن شعرياً هم متأخرون ومتصنعون، ويستبعدون المتنبي الشاعر العظيم بسبب اسمه، ونزار قباني بسبب قاموسه اللغوي العصري، وشعراء الحداثة لأنهم في اعتقادهم يقولون الهراء.
- سندرك يوماً ماذا تفعل أجيال الألفية الجديدة الذين تلاعبنا بمنهجهم الدراسي على مستوى حظوظ وحضور اللغة العربية في حياتهم اليومية، والتساهل مع أسئلة الهوية المربكة، ومعنى التفاصيل الصغيرة في أمور الانتماء، وتقديم المجتمع الإماراتي للأجيال التي تليهم كأمانة تتناقلها الأجيال كابراً عن صاغر.
- اليوم.. الناظر لمنهاج اللغة العربية لدينا ستذهله أشياء مقررة على الصفوف الابتدائية كالمحسنات اللغوية وجمالية البيان مثل: الجناس والطباق والبديع، سيعجب من قصيدة لامرئ القيس في المنهج تعجز المتخصصين وسدنة اللغة وأحبارها، وقس على ذلك في منهاج التربية الإسلامية والتاريخ والاجتماعيات التي تدرس باللغة العربية، كيف هي اللغة العربية متسربلة ومتحجرة ومتكلسة وبعيدة عن اللغة البيضاء السهلة والميسّرة.