يسدل الستار الليلة على «المونديال الهيتشكوكي» الذي أحسنت روسيا استضافته على مدار شهر كامل، حفل بكل ألوان الإثارة والتشويق والمفاجآت والصدمات، وستكون الليلة حيث «النهائي الحلم» بألف ليلة، ونحن نتابع «الامتحان النهائي»، لتحديد بطل النسخة 21 لأهم بطولة على سطح الكرة الأرضية، فإما أن يبيت اللقب في أحضان باريس، بلد الجن والملائكة، وإما أن يستقر في أحضان زغرب عاصمة كرواتيا بملايينها الأربعة. ومن حق الفرنسيين أن يحلموا بمعانقة اللقب للمرة الأولى خارج بلادهم، بعد أن كسبوا لقبهم الوحيد على أرضهم وبين جماهيرهم قبل 20 عاماً، ومن حقهم أيضاً أن يثبتوا أن فرنسا قادرة على تقديم جيل لا يقل روعة عن جيل نجمها «الاستثنائي» زين الدين زيدان ومن قبله «الأسطوري» ميشيل بلاتيني. أما «الكروات» الذي أذهلوا العالم بتأهلهم للمرة الأولى، لنهائي المونديال وهم الذين تأهلوا إلى النهائيات بشق الأنفس، بعد تجاوز اليونان في الملحق الأوروبي، فلديهم ثقة كاملة في قدرتهم على تحويل الحلم إلى حقيقة باعتلاء عرش الكرة العالمية، بعد أن قلبوا كل الموازين، وقدموا دروساً بدنية وفنية ونفسية تستحق أن تدرس، فما واجهه الفريق في آخر 3 مباريات، بعد تمديد الوقت لشوطين إضافيين، كان بمثابة اختبارات شاقة تجاوزها الفريق بكل نجاح، كما يحسب له تأهله للنهائي بالعلامة الكاملة، عكس منتخب فرنسا الذي تعادل في ختام المجموعة الثالثة مع الدنمارك من دون أهداف، في واحدة من أسوأ مباريات المونديال. ويتفق الفريقان في أن كلاً منهما هزم منتخب الأرجنتين، إذ تغلب «ديوك» فرنسا على «التانجو» 4 - 3 في الدور الثاني، عندما قلب المنتخب الفرنسي تأخره بهدفين لهدف إلى فوز مثير قدم للعالم نجم المستقبل كيليان مبابي الذي أسهم في «الحفلة الفرنسية» بهدفين ولا أروع، كما أذل الكروات منتخب «التانجو» عندما هزموه بثلاثية نظيفة مع الرأفة في إطار دور المجموعات. ولن ينحصر الصراع داخل الملعب، بل سيتواصل على مقعد البدلاء، حيث يسعى زلاتكو داليتش مدرب الكروات لدخول التاريخ من أوسع أبوابه بإهداء بلاده أول لقب مونديالي، بينما يأمل ديدييه ديشامب مدرب فرنسا في الفوز باللقب مدرباً بعد أن سبق له الفوز به لاعباً وقائداً لمنتخب بلاده في مونديال 1998. ×××× يستأثر الدوري الإسباني والدوري الفرنسي بنجومية النهائي، حيث يشارك 10 لاعبين من «الليجا»، و9 لاعبين من الدوري الفرنسي، في سهرة الليلة التي يتابعها العالم وقوفاً على أطراف أصابعه، ترقباً لمولد بطل 2018. ويبقى السؤال حائراً.. من يضحك أخيراً، ومن يكتفي بالبكاء على اللبن المونديالي المسكوب؟