استيقظت الإمارات صباح أمس على فاجعة مؤلمة، بفقدان أسرة الصريدي في منطقة رول ضدنا بإمارة الفجيرة سبعة من أبنائها، اختناقاً في حادث استنشاق دخان إثر حريق منزلي. لقد أكد التضامن الواسع والمواساة من قيادة الإمارات وأبنائها والمقيمين على ترابها الطاهر مع الأسرة المكلومة، النسيج الواحد في «البيت المتوحد» ومتانة اللحمة الوطنية في بلاد «زايد الخير»، وروح الأسرة الواحدة التي تجمع الجميع، وأن مصابهم الجلل هو مصاب الجميع، ومصاب وطن تعتبر قيادته الجميع أبناءها، وهم أغلى ما يملك الوطن. وقد جسدت التوجيهات السامية والمواقف النبيلة لفارس النبل والشهامة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه شيخ الإنسانية وراعي الفزعات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذه العلاقة الاستثنائية التي تجمع قيادة استثنائية بمواطنيها، وروح الأسرة الواحدة التي تجمع الجميع، وتؤكد مدى قربها من أبنائها ومواطنيها الذين تتعامل معهم، باعتبارهم أغلى ثرواتها. ووسط ألم الفقد ومشاعر العزاء والتضرع للخالق عز وجل بأن يجعل الفردوس مثوى الأشقاء السبعة، ويلهم الأسرة المفجوعة الصبر والسلوان، جاءت التوجيهات السامية للدفاع المدني بالتأكد من وجود أنظمة الحماية من الحرائق وكشف الدخان، متصلة بالدفاع المدني مباشرة في البيوت كافة، على أن تتحمل الحكومة تكلفتها لمن لا يستطيع. وأكدت خلالها أيضاً أن «المواطن أغلى ما نملك، وحياته حياة للوطن، وأمنه وسلامته أولوية لنا ولكافة من يعمل في حكومتنا». توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تضع رجال الدفاع المدني ضباطاً وأفراداً أمام مسؤوليات مضاعفة، لمتابعتها وإيلاء التفتيش والجولات الميدانية على مدار العام كل الاهتمام، وليس ضمن حملات موسمية أو فورة ردة فعل عقب حادثة مأساوية كهذه. ونتذكر جميعاً الحماس الذي أعقب مشاعر التأثر بعد وفاة أميرة رئيسة مجلس سيدات الأعمال في الشارقة وشقيقتها ووالدتهما، وإصابة شقيقهما إثر حريق شب بمنزل الأسرة بمنطقة القادسية في الشارقة أكتوبر 2016. وكيف ارتفعت الدعوات للدفاع المدني لمتابعة مسألة حيوية كوجود أنظمة الحماية وكشف الدخان في البيوت والدور السكنية. نسأل الله الرحمة والجنة للمتوفين، والصبر لذويهم، وأن نرى تحركاً ملموساً لوضع التوجيهات السامية موضع التنفيذ الفوري.