يتعاظم فخر واعتزاز أبناء الإمارات بقيادتهم، وما تحقق لهم من منجزات ومكتسبات داخلياً وخارجياً، بفضل من الله وحرص على الالتزام بالنهج الذي رسمه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سواء فيما يتعلق بخدمة المواطن وتحقيق كل مقومات العيش الكريم له و رفاهيته، أو في ما يتعلق بعلاقات الدولة مع الدول الأخرى الشقيقة، منها والصديقة، وصون مصالحها العليا. تابعنا مؤخراً إعجاب وتقدير العالم المحب للخير والسلام بدور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إنهاء أقدم وأطول نزاع في القارة الأفريقية، بالمصالحة التاريخية التي جرت بين إثيوبيا وإريتريا الأسبوع الفائت. دور ليس بالغريب على قائد نهل من بحر حكمة زايد المؤسس الذي كان إصلاح ذات البين إحدى ركائز سياسته ورؤيته الثاقبة للأمور. المصالحة الإثيوبية الإريترية تجسد نظرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وقيادتنا الرشيدة بأن أمن واستقرار القرن الأفريقي وسلامة الملاحة في البحر الأحمر هو امتداد لأمن دول الجزيرة والخليج والأمن القومي العربي. وهي نظرة مستمدة من حكمة زايد الذي كان- رحمه الله- يرى في استقرار البلدان مفتاح البناء وتحقيق العيش الكريم للشعوب والازدهار للأوطان. ولا زلت أتذكر شهادة وثقتها للتاريخ عبر صفحات «الاتحاد» للرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد ضمن شهادات قادة وزعماء العديد من دول العالم لدى رحيل «حكيم العرب»، فقد قال الرجل «عندما تسلمت الحكم ثمانينيات القرن الماضي، هنأني زايد ونصحني بالتصالح مع جيران اليمن الجنوبي- حينها، الشقيقة الكبري للبيت الخليجي المملكة العربية السعودية ومن ثم مع الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) وسلطنة عمان». و أضاف بعد أن نفذت نصائح زايد- طيب الله ثراه- قال لي حكمة بالغة «الآن تستطيع التفرغ لبناء بلادك». هكذا كان حكيم الأمة ساعياً للخير والمحبة والتسامح بين الشعوب والبلدان لأجل خير ونماء البشرية قاطبة. وهكذا تمضي الإمارات، كما أراد لها أن تكون، محل تقدير واحترام العالم، وقد أصبح اليوم اسم الإمارات قريناً للخير والسلام، ويكفي أن تقول «أنا إماراتي» حتى تنفتح لك القلوب قبل الأبواب أينما حللت، قلوب وبلدان المحبين للخير. وستظل الإمارات شامخة بقادتها وأبنائها ونهج زايد.