الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ثمرة زيارة محمد بن زايد إلى سيؤول.. 2020 عاماً للحوار الثقافي الإماراتي الكوري

ثمرة زيارة محمد بن زايد إلى سيؤول.. 2020 عاماً للحوار الثقافي الإماراتي الكوري
12 ديسمبر 2019 00:56

سيؤول، كوريا الجنوبية (الاتحاد)

وقعت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي بارك يانغ وزير الثقافة والرياضة والسياحة في العاصمة سيؤول مذكرة تفاهم لإطلاق الحوار الثقافي الإماراتي الكوري في 2020.
تأتي مذكرة التفاهم في إطار رغبة الجانبين لتعزيز التعاون الثنائي في القطاع الثقافي، وتهدف إلى تطوير العلاقات المتبادلة بين البلدين في مجالات الثقافة والفنون، والتعليم الثقافي والفني، والإعلام، والرياضة، بما يسهم في تمتين العلاقات الودية بين شعبي البلدين.
وتعد مذكرة التفاهم من ثمار العلاقات الاستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين، وتهدف إلى إقامة حوار ثقافي بينهما خلال العام المقبل يحقق مجموعة من الأغراض ومن بينها: تبادل الآراء والأفكار بشأن مجالات التعاون المشترك، وضمان التواصل المستمر وترسيخ التقارب الثقافي والمعرفي بين ثقافات كلا البلدين، وتفعيل مجالات التعاون الثقافي والفني، وتعليم الثقافة والفنون، والإعلام، والرياضة، والحوار الثقافي بين مؤسسات البلدين الثقافية في مجالات التراث والأدب واللغة، وفنون والأداء والتعبير البصري، والصناعات الثقافية والإبداعية، والتكنولوجيا المرتبطة بها، وتقديم الدعم للشباب والموهوبين.
وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى كوريا الجنوبية في شهر فبراير من العام الجاري، قدمت دفعة جديدة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وحققت نقلة نوعية في مستوى التعاون، وخصوصاً في ظل ما يتوافر للعلاقات بين البلدين من مقومات التطور والتقدم في مختلف المجالات، موضحة أنه تم ترجمة الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين عبر تعزيز التعاون في مختلف المجالات وتبادل الزيارات وتوقيع العديد من الاتفاقيات، ويأتي الحوار الثقافي الإماراتي الكوري كإحدى ثمار هذه الزيارة مع تطلع البلدين إلى بناء علاقات تعاون قوية مبنية على أسس صلبة.
وأشارت الكعبي في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة سيؤول إلى أن الإمارات تجمعها مع الجمهورية الكورية علاقات متينة، ويتشارك البلدان في القيم الإنسانية والاعتزاز بالتقاليد والتراث واحترام الآخر، موضحة بأنه ترسيخاً للعلاقات المميزة بين البلدين، وبمناسبة مرور أربعين عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أطلقنا الحوار الثقافي الإماراتي الكوري الذي يمثل خطوة أخرى لتعزيز العلاقات الإماراتية - الكورية الطويلة والممتدة منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وهي علاقة راسخة يحتذى بها في العلاقات الدولية على المستويين الرسمي والشعبي.
وقالت نورة الكعبي: يعد الارتقاء بالحوار الثقافي بين الأمم والشعوب أحد الأدوات الأساسية لاستمرار نمو وتطور الحضارة الإنسانية، وترسيخ مبادئ التعايش السلمي المشترك والتعرف على الآخر مهما تباعدت المسافات الجغرافية، وكانت دولة الإمارات ومنطقتنا بوجه عام ملتقى لمختلف الثقافات بين الشرق والغرب منذ فجر التاريخ، ولذا فإن قيم التعايش والإخاء الإنساني والترحيب بالآخر، تعد من التفاصيل والملامح التاريخية المتأصلة في مجتمعاتنا.
وأضافت نورة الكعبي: وقعت الإمارات اتفاقية شراكة استراتيجية مع جمهورية كوريا الجنوبية عام 2009 بما فتح آفاقاً واعدة في مختلف القطاعات بينها الدفاع والرعاية الصحية، والثقافة والإدارة الحكومية والفضاء، بالإضافة إلى المجالات الأخرى مثل الطاقة وبناء المحطات. تتشابه التجربة الإماراتية والكورية في التنمية الحضارية والنهضة وهو ما عبر عنه فخامة الرئيس الكوري مون جان إن عندما وصف نهضة الإمارات بمعجزة «الصحراء» ونهضة كوريا الجنوبية بمعجزة نهر «الهان».

وعبر معالي الوزير بارك يانغ وزير الثقافة والرياضة والسياحة عن سعادته باختيار عام 2020 عاما للتبادل الثقافي الكوري الإماراتي من أجل تفعيل التبادل الثقافي وتعميق الصداقة بين البلدين.
وأشاد معاليه بقيم التسامح والتعايش التي تتميز بها الثقافة الإماراتية والتي تسهم في التجانس والتعايش بين مختلف الديانات والأعراق والثقافات وتحترم التنوع الثقافي.
وعبر الوزير الكوري عن أمله أن تؤدي الفعاليات الثقافية المتبادلة إلى تعميق الصداقة بين البلدين ونشر الثقافة الإماراتية في آسيا والثقافة الكورية في منطقة الشرق الأوسط.
من جهته، أكد السفير عبد الله سيف النعيمي، سفير الدولة لدى جمهورية كوريا الجنوبية أن العلاقة الإماراتية الكورية استراتيجية خاصة، ودولة الإمارات الدولة الوحيدة التي تتمتع بهذا النوع من العلاقة.
وأشار إلى أن هناك زيارات متبادلة بين البلدين على مستويات مختلفة واليوم تعتبر زيارة معالي نورة الكعبي وتوقيع هذه الاتفاقية بمثابة تتويج لهذه العلاقة الاستراتيجية الخاصة لتطويرها في مجالات مختلفة.
وكانت العلاقات الإماراتية الكورية خلال السنوات القليلة الماضية حققت قفزات نوعية على مستوى التعاون البيني في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية، وكذلك في قطاعي الرعاية الصحية والطاقة. كما تم توثيق أواصر التعاون في إطار هذه العلاقة الثنائية الاستراتيجية عبر العديد من الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين، من بينها زيارة الرئيس الكوري الجنوبي مون جي إن إلى الإمارات في شهر مارس من عام 2018.
وتتمتع الإمارات بعلاقات ثنائية رسمية طويلة وممتدة مع جمهورية كوريا الجنوبية منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وتم تتويج الجانب الثقافي منها عبر افتتاح المركز الثقافي الكوري بأبوظبي عام 2016، كما تستضيف العاصمة الإماراتية ومنذ عام 2013 مهرجاناً سنوياً خاصاً بالثقافة الكورية، كما تشارك كوريا الجنوبية بجناح بتصميم مبتكر في معرض إكسبو دبي 2020 تحت شعار «كوريا الذكية تحرك العالم نحوك»، ويمثل لوحة تنبض بالفن والثقافة ورؤى المستقبل، ويعد حلقة وصل إلى عالم من الاحتمالات المفتوحة، ويعرض ما لدى كوريا من قوى ناعمة وتقنيات في مجال التنقل، بما يشجع على التخيل والبحث عن المعنى الأعمق ويُعطي لمحة عن مستقبل التنقل.
وفي إطار الحوار الثقافي الإماراتي الكوري لعام 2020، من المنتظر أن تشهد الساحة الثقافة في كلا البلدين فعاليات وأنشطة ومبادرات ثقافية تتواصل مع المجتمع في كل من الإمارات وكوريا، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها قريبًا.

تقارب شبابي
تتضمن مظاهر التبادل الثقافي بين الإمارات وكوريا، «مهرجان كوريا للسعادة» في دبي (2 نوفمبر 2018) ونظمه مكتب هيئة السياحة الوطنية الكورية بدبي، ووزارة الثقافة والسياحة الكورية، ويعد من أبرز الأنشطة والفعاليات الكورية في الإمارات، ومنصة شاملة لعرض كل ما تضمه كوريا الجنوبية من إرث ثقافي غني ومعالم سياحية وخدمات طبية متنوعة، وبخاصة في مجال العلاج بالطب الشعبي.
ولأن الثقافة الكورية تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب الإماراتيين، أسست مجموعة من الفتيات الإماراتيات فريقاً أطلقن عليه «هلا تشنغو» في مدينة العين، يضم أعضاء جامعيين ومثقفين من شباب البلدين ليحققوا تطلعاتهم في خلق فرص تتيح لهم الاقتراب أكثر، من خلال تنظيم فعاليات تراثية تبادلية تجسد الموروث الشعبي من عادات وتقاليد اجتماعية وثقافية بين الشعبين الصديقين.
وتتطلع عضوات «هلا تشنغو» إلى أن يصبحن في المستقبل سفيرات الإمارات لدى كوريا الجنوبية، ضمن مفهوم أمثل لتمازج الحضارات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©