جرت العادة على أن يكون المدربون دائماً ضحايا النتائج السلبية، من خلال مبادرة الاتحاد بإنهاء خدماتهم، إلا أن ما حدث في «خليجي 24» كان استثناءً لهذه القاعدة، فقد طالبت الجماهير والشارع الرياضي باستقالة اتحاد كرة القدم أو الإقالة، وفق القنوات المعتادة، من خلال الجمعية العمومية.
البداية كانت باستقالة الرئيس ثم عضو وتبعه آخرون، ولم نسمع باستقالة الجميع، الأمر الذي يضع الشارع الرياضي أمام التساؤل القانوني الذي يحرم المستقيل من العودة إلى سدة الاتحاد إلا بعد مرور دورة انتخابية، وهل من يعنيهم القرار يريدون البقاء أو الإبقاء على البعض بعدم التقدم بالاستقالة حتى لا تطبق عليهم اللائحة، في الوقت الذي لا بد فيه من الجميع تحمل مسؤولية الإخفاق، والأمر لا يخص عضواً معنياً وآخر مُعفى. والمعفى لم يكن متفرجاً، ولم يكن دوره هامشياً، أو هكذا طلب منه، لتظل صورته ناصعة ولا يحمله الشارع الرياضي مسؤولية الإخفاق، والمسؤولية تتحملها كل المنظومة، ويجب أن تكون الاستقالة جماعية، والشارع الرياضي لن يهدأ إلا باستقالة الجميع، لامتصاص الغضب العارم، ودعوة الجمعية العمومية لعقد اجتماع طارئ لتشكيل لجنة مؤقتة، تستكمل المدة المتبقية، أو تشكيل اتحاد جديد، إذا كانت الفترة المتبقية تستوجب ذلك، وهذا وحده كفيل بالتهدئة، وبذلك نكون مارسنا حقنا في ممارسة الديمقراطية في محاسبة من يعنيهم والمتسببين في الإخفاق وتحقيق الطموح كما نردده دائماً.
و«خليجي 24» التي خرجنا منها بنتائج هزيلة، في الوقت الذي تساوت فيه ظروف مشاركتنا مع المنتخبين السعودي والبحريني، وهما اللذان وصلا إلى نهائي البطولة، وانتهت بتتويج البحرين صاحبة استضافة البطولة الأولى، قبل 50 عاماً، بفكرة من الأمير خالد الفيصل، عقب دورة الألعاب الأولمبية بالمكسيك عام 1968، وتبنى الوفد البحريني عرض الفكرة على ستانلي روس رئيس «الفيفا» في تلك الفترة ومباركته، لتنطلق نسختها الأولى بمشاركة 4 منتخبات، هي البحرين والسعودية والكويت وقطر، وشارك منتخبنا في الدورة الثانية عام 1972، وحقق بطولتين، الأولى في 2007 في الإمارات، والثانية في 2013 في البحرين.
وبعيداً عن نتائجنا في «خليجي 24»، فإن لدورات كأس الخليج الفضل في تطور مستوى كرة القدم، وبناء منشآتنا الرياضية الكروية، وإعداد كوادرنا الإدارية والفنية والتحكيمية، ووصول بعض منتخباتنا إلى نهائيات كأس العالم، في زمن الهواية الجميلة، وقبل دخولنا عالم الاحتراف الذي لم نجنِ منه شيئاً إلى اليوم.