أدوات ومواقع التواصل الاجتماعي اجتاحت حياتنا كوباء تلك حقيقة واقعة لا يختلف عليها اثنان. البعض ينظر إليها واستخداماتها بإيجابية بينما هناك سواد عظيم يوظفها لغايات وأغراض سلبية تنتهك الخصوصية وتعرض أسرار الناس وأمور حياتهم اليومية على الملأ وعلى الهواء مباشرة دون أي اعتبارات أخلاقية أو إنسانية.
قبل أيام لفتت نظري سيدة أعمال إماراتية ناجحة لظاهرة مقلقة انتشرت بسبب موقع من مواقع التواصل الاجتماعي ومن فئات من العمالة المساعدة، وإذا بما تقول إنه يجسد واحدة من أبشع صور اختراق حرمات وخصوصيات البيوت، حيث تقوم بعض هذه الفئات من العمالة باستغلال وجودها في المنزل لبث مقاطع مصورة من داخل غرفة، وأحياناً من غرف النوم وأداء حركات راقصة مصحوبة بالأغاني المائعة.
ليت الأمر يقتصر على ذلك وحسب، ولكن تجد البعض من هذه العمالة لا تتوانى عن تصوير أطفال العائلة واستخدامهم في تلك المقاطع المصورة، والأكثر بشاعة استغلال الأطفال من أصحاب الهمم وتصويرهم بل وأخذ الأمر بعداً أشد وطأة، وهو وأفراد من هذه العمالة وهي تلتقط صوراً تتحرش فيها بكبار السن ممن أؤتمنوا على رعايتهم.
لقطات ومشاهد تفتقر لأبسط صور تحمل المسؤولية والأمانة من جانب هذه الفئات من العمالة المساندة الذين أدخلناهم لبيوتنا ومنحناهم كل الثقة ونحن نودع لديهم أغلى ما نملك، فلذات أكبادنا، وكذلك «بركة» كل دار من آبائنا وأجدادنا ونذهب إلى أعمالنا أو مصالحنا ونحن نعتقد بأن هؤلاء العاملات المنزليات سيصن الأمانة.
من يزور ذلك الموقع سيرى كيف تنتهك أسرار وخصوصيات البيوت من قبل هذه الفئات من العمالة بحيث يعرف شخص في أقصى بقاع الأرض ما يجري في بيت الضحية في أي حي من أحياء أبوظبي وغيرها من مدن إماراتنا أو في أي دولة من دول منطقتنا الخارجية ومن خلال هذه المواقع التي وجدت للتواصل فإذا بها تصبح وسيلة هدامة لاختراق الخصوصية وكشف أسرار البيوت.
المسألة هي في المقام الأول غياب الضمير والوعي والإدراك لخصوصية المجتمع الإماراتي والخليجي إجمالاً الذي يرفض هذه الممارسات حتى وإن حاول البعض اعتبارها عفوية وغير مقصودة، فلا أحد يرضى أن يكون بيته مسرحاً مفتوحاً على الهواء مباشرة أو أطفاله أو والداه المسنان مادة للسخرية أو الترفيه!!.
وفي الوقت الذي ندعو الجميع لليقظة والحذر ومتابعة ما يجري في بيوتهم عند غيابهم، نتمنى على المختصين إيلاء الأمر ما يستحق من متابعة وردع.