يبدو أن البرازيلي نيمار، قادر على أن يجيد كل شيء باقتدار.. اللعب والتهديف، والتمثيل أيضاً إن أراد.. هو يشغل الجميع بكل ما يفعل، وعلى الرغم من أنه قاد «السامبا» إلى دور الثمانية، بعد الفوز على المكسيك بهدفين نظيفين، سجل أحدهما وصنع الآخر، وبالرغم من تطور مستواه من مباراة لأخرى، ليعود نيمار الذي تعرفه الجماهير، إلا أن أداءه المسرحي في المونديال، بات ظاهرة طغت على ما يقدمه، للدرجة التي شغلت الكثير، سواء من النوافذ الإعلامية أو النجوم. نيمار، اشتهر في هذه النسخة من المونديال، بردود فعله المبالغ فيها، وادعاء الشعور بالألم، بعد كل مخالفة تحتسب له، وهو ما دفع الأسطورة مارادونا، أن يقول لنيمار: «إما أن تجعلنا نبكي أو نضحك»، في إشارة إلى ما حدث من النجم البرازيلي، بعدما لمس اللاعب المكسيكي ميجل لايون، كاحله، فقد كان رد فعله، وكأن اللاعب دهسه، لكنه بعدها قام يركض وكأن شيئاً لم يحدث، ويرى مارادونا أنه إما أن اللاعب المكسيكي كان يستحق بطاقة صفراء، أو هو محض ادعاء من نيمار. آلان شيرار أسطورة فريق نيوكاسل والمنتخب الإنجليزي، أبدى هو الآخر غضبه الشديد مما يفعله نيمار، بادعاءاته وتمثيله في مباريات كأس العالم، ورغم إقراره بموهبة ومهارة النجم البرازيلي، إلا أنه يراه مثيراً للشفقة، وقال: إنه يصرخ كما لو كان يموت، وطالبه بالتوقف لأن من يرونه سئموا من هذا الأمر. مدرب المكسيك، أوسوريو، أبدى ضجره وحنقه هو الآخر من نيمار، الذي تسبب في إهدار الكثير من الوقت بادعاء الإصابة في المباراة التي جمعت الفريقين، وأقصت المكسيك من دور الـ 16 للمرة السابعة على التوالي، خاصة وأن نسبة استحواذ الفريق المكسيكي على مجريات اللعب بلغت وفق إحصاءات المباراة 53 في المائة. جاري لينكر مهاجم المنتخب الإنجليزي، كتب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن نيمار هو اللاعب صاحب أقل قدرة على احتمال الألم في كأس العالم، وإنه يلعب الكرة بجودة انتحابه وبكائه»، وإضافة إلى كل هؤلاء، انتقده مارتين أونيل المدير الفني لمنتخب أيرلندا، ووصفه بأنه يمتلك قدرات تمثيلية كبيرة، تضاهي قدراته في اللعب. الأمر إذن ظاهرة، فاتفاق كل هؤلاء ليس من باب المصادفة ولا المؤامرة، لكن يبقى الملعب أصدق أنباءً من كل هؤلاء، والمؤكد أن نيمار كان فارقاً في التأهل البرازيلي إلى دور الثمانية، لكن المؤكد أيضاً أن مواجهة بلجيكا في المحطة القادمة، تحتاج من النجم البرازيلي ورفاقه إلى أكثر مما قدموا ورأينا.. وربما لن يجد فيها نيمار الوقت ولو القليل «للتمثيل». كلمة أخيرة: النجوم.. تلمع في كل أحوالها.. ما سواها لا يراه أحد