يعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مدرسة متكاملة في القيادة والأخلاق الرفيعة والتواضع ودماثة الخلق. وقد تابعنا مؤخرا كيف حرص سموه على إدخال الفرحة إلى قلب طفلة صغيرة بزيارة منزلها في أبوظبي، بعد مشاهدته تسجيلا مصورا أظهر عدم تمكنها من مصافحته لدى مروره قربها خلال استقباله أخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتابعنا الأصداء الواسعة والهائلة للفتة الإنسانية الراقية.
سمات قيادية رفيعة يزيدها رفعة وعلواً تواضع الكبار، وهي ليست بالجديدة أو الغريبة على رجال نهلوا من معين المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتشربوا خصاله وقيمه ورؤيته، وفي الصدارة منها التواضع وحب الناس وخدمتهم وإسعادهم بقضاء حوائجهم.
من ذات المدرسة شاهدنا خلال عطلة اليوم الوطني تقدم سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي العهد صفوف المتطوعين في مبادرة «دارنا أمانة» والتي نظمتها جائزة أبوظبي، بمشاركة أكثر من مئتي متطوع من مختلف الجنسيات والأعمار جنباً إلى جنب مع عمال النظافة، بالاشتراك مع مؤسسة الإمارات ومركز «تدوير» وشرطة أبوظبي، لتنظيف حديقة العائلة في كورنيش أبوظبي بعد احتفالات اليوم الوطني التي شهدت إقبالا كبيراً.
في تلك المناسبة عبر سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد عن رؤية مدرسة محمد بن زايد في حب الوطن والعمل عندما قال: «إن مشاركة متطوعين من جنسيات مختلفة في هذه المبادرة، دليل على أن حب الوطن والحرص على خدمته ليس مقصوراً على المواطنين الإماراتيين فقط، بل يمتد ليشمل إخواننا من الجاليات المختلفة المقيمة في الدولة أيضاً، فمشاركتهم جاءت تأكيداً على قيم التعاون والتآخي المترسخة في مجتمعنا».
يعظم في عينيك هذا العمل العظيم الممزوج بعظمة التواضع والخُلق الرفيع، بينما تمثل تصرفات البعض قذى للعين والقلب، عندما تشاهد أحدهم عند الإشارات المرورية لا يتورع عن إنزال الزجاج المظلل لنافذة مركبته الفارهة الباذخة ليفرغ محتويات «طفاية السجائر» في الشارع العام، في مسلك غير حضاري وغير مقدر للجهد المبذول لتكون المدينة جميلة ونظيفة.
أمثال هؤلاء يجب ضبطهم عبر كاميرات الإشارات المرورية ومعاقبتهم بالغرامات ليدركوا أن «دارنا أمانة» في عنق كل واحد منا.