- أتعجب من بعض النساء المتعلمات، وبعضهن طبيبات حين ينسين أنفسهن، ويقلن: «والله عين وصابتني» أو «والله فلانه عينها حارة، نظلتني» وتنسى أن سبب طيحتها، وسبب سعلتها تقلبات الجو، والفيروسات التي فيه، وأن سبب توعكها وآلام بطنها، أنها ما تروف بحالها، وتلايم الأخضر واليابس، ودوم نفسها تشتهي هذا، وما تعف عن هذا، شو يخص عيون الناس، وأنت تتخطرين بكعب، وعباءة طويلة تسحب، وعيونك تبربش في التلفون الجديد، وتطيحين على وجهك!
- أتعجب من زوجين عاشا معاً حتى هرما، وأصبح لأولادهما أولادا، أن يزعلا من بعض، ويتخاصما في خريف أيامهما، وقد ولى نزق الحياة، وغطرسات العمر، ولم يعد للمغامرة أي معنى، كان الخير لهما أن ينسترا في بيتهما ويجددا حبهما الذي تكسرت أغصانه، ويلتفتا لبعضهما البعض، ويأخذا بالهما من أدوية بعضهما البعض، والتي يبدو أنهما لا يتناولانها بانتظام، حيث لا مفر لأي منهما، فلا هي بذلك الجلد المتراخي، كإهاب لم يدبغ بعناية، ولا هو بذاك الوجه الذي يشابه كرش خروف العيد قادران أن يجدا من يقاسمانه الضحكات المتبقية!
- أتعجب من ظاهرة غريبة عندنا، تستوقفك امرأة منقبة أو مخدرة، لا تظهر من السواد الذي يغشاها إلا عينين فاتنتين بكحل زائد حبتين، ونضارة الشباب الرطبة على أصابعها المفتولة بنعومة، وتحاول أن يكون اللقاء وجهاً لوجه قصيّاً، فتنكسر عيناك، ولا تستطيع أن تبرّق فيها، لكنك تدرك أنها مشروع شحاذة بدرجة تاء التأنيث، تريد أن تعمي عينيك، وتأخذ نصيبها من جيبك، فتعرض عنها، وتقول: ليتها ما عرضتني لمثل هذا الموقف، لقد جرحت أنوثتها للتو، ولكي تردك لنقطة الغواية تشف العباءة عن تشكيلات من كثبان وهضاب لا تخطئها عين الرجل، وتقول لك: «أرجوك.. أسمعني.. أنا مش طلاّبة، ولا أدور على البيبان، لو سمحت.. من فضلك لا تفهمني غلط..» تعطي ظهرك للإغواء الغامض، وتقول: «أنا بصراحة.. أريد أن أفهمك غلط»!
- الحرمة منهن، تنقش الشعرة على سفرة رجلها، ولو كانت هابّة عليه من بعيد، ولا يخصه بصاحبتها، لكن الحرمة ما تقدر تصدّق زوجها، وتكذب عينها، وبسبب تلك الشعرة الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة، إلا إن كانت الحرمة من بذر «وجري» الأحرار، تقوم الدنيا ولا تقعد في ذلك البيت، المشكلة أن الحرمة التي لا تفوتها شعرة طائرة، ولا تخفي عليها خافية، تصطدم بسيارتها عمود المواقف، وتقول: والله ما شفته، وإلا تخطف على سيارتك وتضربها من الجنب، أو ترجع إلى الخلف «ريوس» وهي متوترة، وسط رنين نقالاتها، وتدعم تلك السيارة ذات الدفع الرباعي، وتنزل متلومة، وهي تقول: ويه أخوي سامحني، والله ما شفت سيارتك، عيل وراءك تشوفين الشعرة الرفيعة في غترة رجلك، ولا تشوفين سيايير خلق الله!