الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

منارات في عيون العالم

منارات في عيون العالم
28 نوفمبر 2019 03:29

نسرين درزي

مع كل مظاهر الإنماء الحضاري والإنجازات المتواصلة التي تحققت في مختلف الميادين وعلى مدى سنوات الاتحاد، أولت دولة الإمارات الجانب الثقافي اهتماماً واضحاً ولم توفر جهداً إلا ووظفته لإطلاق أهم الصروح المعمارية والفعاليات الحاضنة لإرث الماضي من فنون ومقتنيات. وهكذا غدت في فترة قياسية واحدة من أهم الوجهات الراعية للأحداث الثقافية على مستوى العالم والتي تتجه إليها أعين الخبراء الدوليين لمتابعة ومواكبة كل ما تقدمه من أدوات إبهار مادي ومعنوي. وفي دولة الإمارات مجموعة متاحف ومعالم وطنية ومراكز جذب للإرث العالمي والوطني جعلت منها العنوان الأكثر استقطاباً لحوار الحضارات والتواصل بين مختلف الثقافات من الجنسيات المقيمة على أرضها والزائرة. وبالاطلاع على المنشآت الثقافية والتراثية التي تم تشييدها وتوسعتها خلال العقد الماضي، تتصدر المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات أهم المعالم ذات الصلة مثل منارة السعديات ومتحف «اللوفر - أبوظبي» فيما العمل جار لإنجاز بقية المشروع الجامع لأهم المتاحف العالمية في المنطقة. وفيما يلي تفاصيل أبرز المعالم الثقافية بالإمارات التي تعد منارات للثقافة والتراث:



جامع الشيخ زايد الكبير.. عراقة العمارة الإسلامية
لا تقتصر الجماليات المعمارية لجامع الشيخ زايد الكبير على واجهاته الهندسية الآسرة كمعلم ديني، وإنما تتسع لتشمل كونه صرحاً ثقافياً يروي عراقة العمارة الإسلامية على مر العصور، ويعد رابع أكبر مسجد في العالم مع دلالة على تزايد أعداد الزوار من داخل الدولة وخارجها في التعرف إلى مناطق الإبهار فيه. والجامع يمتد على مساحة تساوي 5 أضعاف المساحة الدولية لملاعب كرة القدم، فيما تمتد مواقعه التي تتاح فيها الصلاة حتى 22 ألف متر مربع، ويضم 7 ثريات، 4 منها موزعة عند المدخل و3 في القاعة الرئيسة، وهي كلها مصنوعة في ألمانيا على يد أهم الشركات المتخصصة. وتحتوي الثريا الأكبر حجماً 40 كيلوجراماً من الذهب وفيها 40 ألف قطعة كريستال «شواروفسكي» مستوردة من النمسا، أما زجاجها الملون فمصنوع في مدينة مورانو الإيطالية. وتأتي متجانسة مع الأرضية التي تفرشها أكبر سجادة مطرزة في العالم، تزن ما يزيد على 73 طناً وقد صنعت في مدينة مشهد على يد 1200 امرأة محترفة في فنون الحياكة اليدوية.

قصر الحصن.. ضوء في ذاكرة الوطن
يمزج قصر الحصن، بما يمثله كمعلم تاريخي أساسي في ذاكرة الوطن، بين الماضي والحاضر في توليفة تضيء على القيمة الحقيقية للموروث الشعبي الذي تثمنه الأجيال. وتكشف أجنحة القصر ووحداته الداخلية والخارجية طبيعة الحياة قديماً عندما كان الأجداد يمارسون حرفهم التقليدية في مواجهة تحديات البيئة الصحراوية. وتنعم الوفود السياحية الزائرة للقصر بجولات تعريفية على التصاميم الأثرية والأدوات المعيشية لمجتمع أبوظبي، والتي تظهر من خلال معارض توثيق التطور المعماري والحضاري للدولة على مدى قرنين ونصف القرن بما فيها من تغييرات لا تزال بذورها راسخة في الأذهان.
وأولى حكايات «القصر» تمتد إلى القرن الثامن عشر عندما ظهرت المياه العذبة في جزيرة أبوظبي، وكان لابد من تشييد برج لمراقبة المكان الذي سرعان ما تحول إلى حصن منيع وأصبح فيما بعد مقراً لإقامة أسرة آل نهيان الحاكمة. والمواد المستعملة لبناء قصر الحصن كانت من الأحجار المرجانية والبحرية، علماً أنه في ذلك الزمن لم يكن من السهل اعتماد طلاء مناسب للظروف المناخية، حيث وقع الاختيار على خليط من الكلس والرمال والأصداف المطحونة. أما الأرضيات التي لا يزال جزء كبير منها على حاله، فهي مغطاة بخشب أشجار القرم وكذلك الأسقف المصممة بأسلوب لافت في البناء التقليدي، والتي تحولت مع بقية الأدوات الجمالية إلى معجم أساسي لفنون العمارة الأصيلة. ووسط بيئة صحراوية لا تحدها إلا أشجار النخيل ومكعبات الطين في البناء القديم، يشمخ قصر الحصن كأقدم مبنى في مدينة أبوظبي يعود لأكثر من 255 عاماً ويفاخر بالكشف عن جوانب مشرقة من أصالة المجتمع المحلي.

متحف اللوفر.. روح الحوار والانفتاح
منذ افتتاحه عام 2017 يعد متحف اللوفر - أبوظبي أول متحف عالمي في الوطن العربي يترجم روح الحوار والانفتاح على كافة الثقافات، وإحدى أهم المؤسسات والمراكز الثقافية في قلب جزيرة السعديات ومن المرافق الأساسية في البلاد الجامعة للإبداعات والأفكار المعرفية والتعبيرات الفنية لكافة الحضارات حول العالم، منذ فجر التاريخ إلى اليوم. وهو منصة تعرض التطور الذي طرأ على كافة الثقافات ضمن بيئة هدفها تبادل المعارف، والموضوعات والأفكار من خلال اتفاقية تعاون جمعت حكومتي الإمارات وفرنسا. وأكثر من ذلك يتصدر المبنى الخارجي لـ«اللوفر» اهتمام الزوار، ويقع في جزيرة السعديات ضمن المنطقة الثقافية على ارتفاع 40 متراً فوق سطح البحر. وهو من تصميم المهندس المعماري جان نوفيل الحائز جائزة «بريتزكر»، الذي استلهم تصميم جداوله المائية من نظام الفلج التقليدي للري، وقبة المتحف المزينة بمخرمات هندسية من سعف النخيل المتداخلة مكونة ما يعرف بشعاع النور المتحرك، كما يتميز هذا التصميم بأحجام وزوايا مختلفة ضمن طبقات عدة منها داخلية وأخرى خارجية في شكل فني مبدع للقبة.

أوبرا دبي.. استلهام معماري للتراث البحري
أوبرا دبي تكمل مشهد الحراك الثقافي في الإمارات، وقد تم افتتاحها عام 2016 كأيقونة معمارية مستوحاة من التراث البحري لمدينة دبي والمراكب الشراعية القديمة التي تمزج بين الأصالة والحداثة في إطلالة مباشرة على البحر. ويتميز المبنى الراعي لأهم الأحداث الفنية والموسيقية على مستوى العالم، بديكوراته الخشبية الأنيقة، وفخامته الكامنة في استخدام الزجاج واللؤلؤ والأحجار الكريمة في الأسقف والجدران، وكلها تصاميم نفذها المهندس الدانماركي جانوس روستوك. ودار الأوبرا التي تبلغ مساحتها 3 ملايين قدم وتتسع لأكثر من 2000 شخص، تعد أول منشأة ثقافية ذات طراز عالمي في إمارة دبي على مقربة من وسط المدينة، حيث برج خليفة، أطول ناطحة سحاب في العالم. وتستضيف «أوبرا دبي» نحو 250 عرضاً في السنة، ما بين عروض الموسيقا الكلاسيكية والعربية والجاز والروك والبوب والباليه وسواها. ويقدم هذا الصرح الثقافي المتفرد متعة الاسترخاء والتمتع بجاذبية المكان، وصولاً إلى الاستمتاع بالموسيقى الحية التي يؤديها العازفون.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©