- بداية.. لا نحب أن نترجم تلك الوظيفة الجديدة التي دخلت علينا في أيامنا الجديدة، إلا كما يحب أصحابها مناداتهم، وتقديم أنفسهم للآخرين مختصرينها على أنهم «HR».
- بعضهم ما تشيلهم الأرض من زود ما هم واثقين من أنفسهم، وقدراتهم الخارقة في تصحيح الأمور، وفرض الاستقامة على الجميع، رغم أنهم دائماً ما يكونون اللبنة الرطبة في صمود جدران القلاع.
- كثيراً ما يعاملون الناس حسب تراتبية السلم الوظيفي، ووفق تصنيف «HR» في مؤسستهم، ولو كانوا معزومين على غداء أو خارجين للبر.
- بعضهم يذكرونني بوكيل الوزارة أيام زمان، حين كان الوكيل الكل يحلف بحياته، جاء الوكيل، راح الوكيل، تعليمات سعادة الوكيل، أين ذهب سعادة الوكيل يا معالي الوزير؟ اليوم الكل يسأل و«يحاتي»، ويحابي محتلي تلك المكانة في «HR».
- حتى إن بعض الموظفات لا تستطيع أن تبرّق في وجوههن، ولا تميزهن من العمليات التجميلية الترميمية، إذا ما كانت تشتغل «HR»، وإلا لا، خاصة فم الفقمة المفتوح باستمرار.
- اليوم أصبحت أمنيات التخصص الجامعي بدلاً من معلم أو صحفي أو حتى مهندس، التخصص في «HR»، يقول لك: وظيفتك مضمونة، وزحزحتك منها مسألة معدومة.
- من كثرة أشغال «HR»، أحياناً نحتار فيما يعملون، بالرغم أنهم يشعرونك أن كل شغل المؤسسة فوق رؤوسهم، وأن بدونهم لا تسير الأمور بانسيابيتها المعهودة، لذا يفضلون البدل على أخذ الإجازات السنوية.
- بعض المؤسسات تعرفها من شيفة وجوه «HR»، كلها صرامة تجاه أي موظف جديد، وكلها جدّية نحو كل موظف قديم، ولا يبتسمون إلا في الإجازات والعطل الرسمية.
- عندنا صديق مشترك منهم، سافر مرة معنا بالغلط، لأنه لا يحب الإجازات، وإذا ما ذهب في إجازة للخارج على مضض، انتقى من تلك المدن الذكورية اليابسة، سحبّناه مرة معنا، وظل حبيس وظيفته «HR»، وظل يتلو علينا وصاياه العشر، مثل عرّيف الصف الثاني ثانوي: ترشيد الإنفاق، قننوا الإجازة، لا تنسوا أنكم سفراء لبلادكم، وما أن نحلّ في مكان إلا وتمنى لو أنه مكان «HR»، لكان غيّر كثيراً من الأمور، الخلاصة أنه غصص علينا الإجازة شبه المدرسية.
- مستحيل موظف «HR» ما يظهر شيئاً من الغلط في معاملتك، وحينما تطلبه شيئاً، ولو كان من حقك، تقوّل طلبت شيئاً من «مندوس يدته».
- بالتأكيد أن الحياة أبسط وأجمل وأكثر فرحاً بألوانها القوس قزحية، خاصة حين تلقي السلام على من تلقى، وترده بمثله على من ألقاه، وبأحسن منه، ولا يحسبن البعض أن الحياة فقط «HR».