الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللبنانيون يضغطون لـ«تسمية» رئيس للحكومة.. وعون يتريث

اللبنانيون يضغطون لـ«تسمية» رئيس للحكومة.. وعون يتريث
17 نوفمبر 2019 01:22

بيروت (وكالات)

دخلت الاحتجاجات في لبنان، أمس، شهرها الثاني، وقام المحتجون بإغلاق الطرقات في عدد من المناطق شرق وشمال وجنوب لبنان، للضغط من أجل الدعوة إلى استشارات نيابية بهدف اختيار رئيس للحكومة، وللمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ ومحاسبة الفاسدين.
وكشفت مصادر أن رئيس الجمهورية ميشال عون يتريّث في توجيه الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة، بانتظار الحصول على جواب نهائي من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بشأن مشاركته في «حكومة تكنوسياسية».
وقطع المحتجون الطرقات في أحياء العاصمة بيروت، وفي البقاع شرق لبنان، كما قطعوا الطرقات في ساحة النور في مدينة طرابلس، وفي منطقة اليداوي وجسر البالما شمال لبنان.
وفي صيدا جنوب لبنان، نظم عدد من المدارس وقفة احتجاجية في تقاطع «إيليا»، دعماً للحراك الاحتجاجي، ثم انطلقوا في مسيرة راجلة إلى أسواق صيدا وسط إجراءات أمنية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة إنقاذ من التكنوقراط، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، ويؤكدون على استمرار تحركهم حتى تحقيق المطالب.
وكان سعد الحريري قد أعلن استقالة حكومته في 29 أكتوبر الماضي، «تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاماً بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية»، وذلك بعد 13 يوماً من الاحتجاجات الشعبية.
ولم يدع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حتى الآن إلى بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة.
ويجري الرئيس عون الاتصالات الضرورية قبل الاستشارات النيابية الملزمة لتسهيل تأليف الحكومة.
ويوصل الشارع اللبناني الضغط على رئيس الجمهورية ميشال عون، للدعوة إلى استشارات نيابية لتكليف رئيس لتشكيل حكومة إنقاذ من مختصين، حتى تكون قادرة على إدارة الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها البلاد.
وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، أمس الأول، إن وزير المالية السابق محمد الصفدي وافق على تولي رئاسة الحكومة المقبلة في حالة فوزه بتأييد القوى السياسية الأساسية، إلا أن علامات استفهام كبيرة بدأت تطرح بشأن مدى جدية هذه الخطوة، في ظل معارضة شعبية كبيرة لعودة أحد رموز السلطة إلى ترؤس الحكومة الجديدة.
وعمت لبنان احتجاجات منذ 17 أكتوبر الماضي، نجمت إلى حدما عن أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين عامي 1975 و1990.
وأدت الاحتجاجات على مدار شهر إلى إغلاق البنوك وإصابة لبنان بالشلل والحد من قدرة مستوردين كثيرين على شراء بضائع من الخارج.
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال للتصنيفات الائتمانية: «إنها خفضت تصنيف لبنان الائتماني السيادي فيما يتعلق بالعملات الأجنبية والمحلية على المدى البعيد والقريب».
وأضافت، إن التوقعات بالنسبة للبنان سلبية، موضحة أن ذلك يعكس الخطر المتعلق بالجدارة الائتمانية للبنان من جراء تزايد الضغوط المالية والنقدية المرتبطة بالاحتجاجات الواسعة.
وفي غضون ذلك، تواصلت التحذيرات، أمس، من تفاقم الأمور في البلاد لتتحول لبنان إلى دولة عاجزة على كل المستويات.
وأشارت تقارير محلية إلى أن الواقع اللبناني يبدو مضبوطاً على غليان مخيف من دون سقف، بما ينذر، مع تفاقم الأمور، بتدرّج الأزمة إلى «ما هو أخطر من الشكل الذي تبدو عليه في هذه الفترة، ليس فقط إلى أزمة حكم أو أزمة حكومة مستعصية الولادة، بل إلى دولة عاجزة على كل المستويات».
وأشارت التقارير إلى أن أخطر ما في هذه الأجواء يتمثل في تعمد وضع الجيش اللبناني على منصة التصويب المريب، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامات استفهام حول ما إذا كان البعض يحاول كسر هيبة المؤسسة العسكرية ودورها كحام للاستقرار الداخلي وضامن لأمن كل اللبنانيين.
وقالت مصادر معنية بالمفاوضات الجارية لتشكيل حكومة إنه لا يوجد في نادي المرشحين لتشكيل الحكومة سوى الحريري نفسه، فيما هو ما زال حتى هذه اللحظة غير قابل بالعودة إلى حكومة شبيهة بالحكومة المستقيلة، بل إلى حكومة بلا سياسيين، وهو طرح لا توافقه عليه قوى سياسية كبرى.
وتبعاً للأجواء العنيفة التي أعقبت طرح اسم رجل الأعمال اللبناني محمد الصفدي، والتي ترجمت بتحركات صدامية في الشارع وبهجوم عنيف عليه من قبل مكونات الحراك الشعبي، فإن ذلك، بحسب المصادر نفسها، قد قلل من حظوظه.

جرافيتي «الثورة» يجتاح أحياء بيروت الفاخرة
على جدار إسمنتي في وسط بيروت، تضع حياة لمساتها الأخيرة على رسم طائر الفينيق وهو يفرد جناحيه قرب رسوم جرافيتية غزت واجهات المباني الفاخرة، مواكبة لاحتجاجات غير مسبوقة، يشهدها لبنان وتطالب برحيل الطبقة السياسية.
وإلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح المتجاورتين، توافد عشرات الآلاف من اللبنانيين خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة للتعبير عن غضبهم من السلطة الحاكمة، مغيرين بشكل كبير مشهد شوارع معروفة بمحالها وأبنيتها الأنيقة.
وتقول الرسّامة حياة ناظر، البالغة من العمر 32 عاماً التي تختبر تجربتها الأولى في فنّ الشارع: «قررت الانتقال إلى الشارع لأتمكن من أن أستلهم من الشعب والمتظاهرين».
وعلى حافة إسمنتية أمامها، تضع حياة عبوات تحتوي على طلاء أحمر وأخضر وأصفر. وتنحني الرسامة لتضع لمساتها الأخيرة على رسم طائر الفينيق المنبثق من غابة مشتعلة.
وتقول: «طائر الفينيق يذكّرنا بأننا كلبنانيين علينا ألا نيأس، ففي كلّ مرة نقع فيها، نقف مجدداً ونطير نحو الحرية لنحصل على مطالبنا». وتغطي رسوم جرافيتية كثيرة «حائط الثورة» كما يسمّيه الرسّامون، وهو جدار ضخم يحمي مقر «الإسكوا» التابع للأمم المتحدة.
وبين هذه الرسوم، راقصة باليه تدور تحت القذائف وخلفها كلمة «ثوري»، وعلى مسافة قريبة يدٌ كبيرة لونها بنفسجيّ ترفع شارة النصر.
وعلى جدران مبانٍ مجاورة، رُسمت لوحات وكُتبت شعارات برذاذ ملون أو عبر الطباعة. ومن بينها «نريد إحراق قصوركم» و«جوّعتمونا» و«ثورتنا نسوية». ويُظهر ذلك تنوّع القضايا والمطالب التي يرفع المتظاهرون لواءها. وتنتشر على الجدران كذلك رسوم كاريكاتورية لزعماء سياسيين يشكلون محط انتقاد ونقمة المتظاهرين.
ويبدو لافتاً التناقض بين الرسوم والأبنية الفخمة في المنطقة التي أعيد بناؤها بالكامل مطلع التسعينيات، بعدما دمّرتها الحرب الأهلية من 1975 إلى 1990.
وعلى مسافة قريبة، حلّ قبل سنوات مجمّع تجاري كبير مكان الأسواق التقليدية القديمة التي كانت قبلة زوار بيروت قبل الحرب الأهلية. وأمام مبنى البرلمان في وسط ساحة النجمة المطوقة من القوى الأمنية، ترتفع ساعة «روليكس» عملاقة. وعلى بعد عشرات الأمتار، مقرات المصارف ومحال للعلامات التجارية العالمية الفاخرة.
ويقول الرسّام والناشط الحقوقي سليم معوّض: «باتت هذه المدينة أيقونة الرأسمالية»، مضيفاً: «إن المسؤولين أعطونا مدينة لا تشبهنا بل تشبههم هم، لم يتركوا أي ذاكرة من بيروت القديمة ومن بيروت الحرب».
ويضع سليم الذي اعتمر قبعةً زرقاء اللون لمسات إضافية على أحد رسومه المستوحى من الأساطير ويضمّ ثيراناً منمّقة. ويكتب بأحرف كبيرة «ما مصير ثورتنا؟».
ويعتبر سليم أن في لبنان حركات الاحتجاج هي سياسية، لكنّ أمراً واحداً يجمعها هو أن «الناس يعبّرون عن أنفسهم، تحصل عملية تحرر للشخص والنفس، وهذا هو أساس الثورة».
ويشدد الرجل الأربعيني على رمزية رسوم الجرافيتي في وسط بيروت.
ويؤكد بينما آثار الطلاء على قميصه وذراعيه وحتى وجهه «هناك من يقول: لا يمكن أن ألمس هذا المبنى، ولا يمكن أن أعيش فيه، وبالتالي سأترك أثراً عليه».
ويأمل سليم أن تتمّ المحافظة على الرسوم كونها «ذاكرة الانتفاضة، وإذا نُزعت سننسى، لأن الإنسان بطبعه ينسى».
ويمكن مشاهدة رسوم سليم في ساحة رياض الصلح ومحيطها.

رئيس البرلمان: الأمور في لبنان تزداد تعقيداً
حذر رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، من أن الأمور في لبنان تزداد تعقيداً، وهو ما يشير إلى أن الأطراف لم تتوصل بعد إلى صيغة نهائية لاتفاق مطلوب لتشكيل حكومة جديدة، حسبما أفادت تقارير إخبارية محلية أمس.
وكان قد بدا من تصريحات مصادر سياسية وتقارير إعلامية أن لبنان يتجه إلى توافق على رئيس جديد للوزراء، بعد أن وافقت الأطراف السياسية على تأييد رئاسة وزير المال السابق محمد الصفدي للحكومة.
لكن أياً من القوى السياسية لم تصدق رسمياً على الصفدي كما لم يتحدد تاريخ للمشاورات الرسمية اللازمة لتكليف رئيس جديد للحكومة.
ونقلت التقارير عن بري قوله: «الأمور تزداد تعقيداً، ولابد من حل سريع يخرج لبنان من هذه الأزمة».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©