- جميلة الخدمات المتطورة والذكية، وجميل أن نسبق بها العالم أو على الأقل نضاهيه في مسيرة التقدم، وأود أن أشكر في هذه السانحة «اتصالات»، على المساعِدة الافتراضية في بدّالتها، والتي تبدو أنها لا تفهم علينا أو نحن غير قادرين على التواصل معها بطريقتها التي تفهمها، ويمكن أن تكون «الداتا» المحشوة بها لا تساعدها في تسليك نفسها، وتقديم خدماتها كما ينبغي في الذكاء الصناعي، فما أن تبدأ بالقول: «أنا مساعِدتك الافتراضية، تفضل»! ونحن ننصت لها بكل أدب، وكأننا نتكلم مع واحدة غريبة، فتطلب مثلاً منها رقم مطعم يوصل «الجنعد والقباب» إلى المنازل مجاناً، فترد عليك: هل تريد شققاً فندقية؟ فتقول لها: نعم! بطريقة استنكارية تعجبية، فتفهمه هي بطريقة إثباتية، فترسل لك رقم هاتف الشقق الفندقية، ومرات حين تردد عليك سؤالك، حرصاً منها على الدقة، فتبادرها أنت بطريقة تلقائية بقولك: «ايوه» بدلاً من نعم، فتتخربط المخلوقة، وتظل تردد عليك: «عفواً لم أفهم السؤال»، لذا علينا أن ندرب أنفسنا، بدلاً من تدريب الموظفة الجديدة، بعض الشباب يتفداها، وهذا لا يجوز حقيقة في الإسلام، لأنه يجعلها تتخربط ليس من الحياء وخفر الغرّد الكاعبات البيض، ولكن بسبب ما لُقمت به من محدودية الكلمات العملية، فكان من المفروض أن يتكلم الواحد معها بطريقة آلية، لكي تفهم عليه، ويجاوب على قد سؤالها، أما «نعم فديتك»، فهذه كلمة زائدة، ولا محل لها من الإعراب، وبدلاً من أن تعطيك رقم البلدية، ستعطيك رقم محل الورد، فرفقاً بالمساعِدة الافتراضية يا شباب، كُنتُم تشتكون من البدّالات جلبوا لكم مساعِدات افتراضيات يلبين طلباتكم التي لا تخلص، لذا ما يجوز أن «تتميلحون، وتتلينون» معه المساعدة، ترا ما عندها لكم إلا رقم محلات الورد البلاستيك!
- بعض الموظفين والموظفات يشعرونك أنهم جاؤوا لمكان العمل من أجل تدفئة الكرسي الذي يجلسون عليه، ومن أجل سد الفراغ بين الخزانة والشباك، بالمقابل رأيت شاباً من «إخوان شمّا» يقوم بعمله، وعمل اثنتين من الموظفات الجالستين في صفه، ولا يشتكي، وهما لا تدركان أو راضيتان بالصمت والتراضي، بأن للذكر مثل حظ الانثيين!
- بعض الأصدقاء يغيبون بالسنين، وحين تلتقي أحدهم صدفة، يجمع كل الشوق في ذلك اللقاء، وحين تودعه بعد أن يأخذ رقم هاتفك للمرة العاشرة، يقول لك: «خلينا على تواصل، لكنه لا ينسى في تلك العجالة أن يحملّك آخر مشاكله، لتشاركه في نقل ثقلها، ولتسهم معه في حلها».